السؤال
سيدي الكريم: ما مدى صحة القصة التي تقول إن عليا ـ رضي الله عنه ـ رأى نبينا صلى الله عليه وسلم في المنام وقد كان بيده تمر، فأعطى عليا تمرة ووزع على الأصحاب بعضا منها، وكان علي قد اشتهى تمرة أخرى فقال للنبي صلى الله عليه وسلم لو أعطيتني واحدة، وعندها استيقظ علي وقام إلى المسجد ليصلي خلف أمير المؤمنين عمر، وفي الطريق أعطته امرأة قليلا من التمر وقالت له خذه إلى عمر فأخذه عمر ـ رضي الله عنه ـ ووزعه على أصحابه وأعطى عليا تمرة، وقد اشتهى علي تمرة أخرى فطلبها، فقال الفاروق لو زادك الرسول صلى الله عليه وسلم لزدتك، قال كيف عرفت ما كان في منامي؟ قال إنني أرى بنور الرحمن، والقصة ليست بهذا اللفظ لكنها بنفس المعنى، وبارك الله فيكم، ووالله إنني أحبكم في الله وأسأل الله أن يبارك فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد لهذه القصة أصلا مسندا، وإنما ذكرها محب الدين الطبري في الرياض النضرة في مناقب العشرة من غير إسناد، وكذلك ذكرها الصفوري في نزهة المجالس ومنتخب النفائس، والدهلوي في إزالة الخفاء عن سيرة الخلفاء، وذكر الغافقي في كتاب لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن ص 580 برقم 712ـ قصة شبيهة عن جابر مع أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنهما ـ وصدرها بقوله: رُوي ـ وقال محققه الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب: لم أعثر عليه.
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة 2ـ 594: وروى الحاكم عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام... فذكر قصة شبيهة مع أبي الحسن علي الرضا.
وذكر زين الدين عثمان بن الموفق في مرشد الزوار إلى قبور الأبرار 2ـ 223، قصة شبيهة عن القاضي بكار بن قتيبة الثقفي مع السيدة زكية ابنة الخير بن نعيم الحضرمّي.
والله أعلم.