السؤال
هل لأقاربي ـ أهل أمي وأبي ـ سبب في منع وتعثر أحوالي: أنا فتاة ـ والحمدلله ـ لا ينقصني شيء من جمال وعلم وفهم وأخلاق وعفة وحشمة، وكل ما أعرفه من أخلاق حسنة وكماليات أحاول أن آخذ منها، ومشكلتي أن خاطري مكسور ولست وحدي وإنما أختي أيضا حالها مثل حالي نعيش في منزلنا وكأننا خارج الزمن، فالزمن يدور ونحن على حالنا لا وظائف، ولا مدخول، ولا زواج، ولا حب، ولا أولاد، ولا ناس يأتون لخطبتنا، لم أصدق أن عمري تجاوز الثلاثين ولم أتزوج، وفي الحقيقة لا يأتي أحد لخطبتنا إلا كل سبع أو ثمان يأتي شخص واحد ولا يرجع، أما أختي فلا مرة واحدة في حياتها استقبلت خطيبا أو ظهرت أمام خطاب أتوا لرؤيتها أو لخطبتها وقد قاربت الثلاثين ولم تختبر هذه اللحظة وهي خريجة جامعية مثقفة مثلي عندما كبرت وبرزت أصبحت جميلة ومثقفة وحفظت القرآن وطلبت من الله الزواج وإنجاب الأطفال، ولم أصدق أنني الآن مازلت في بيت أهلي، طلبت حاجة من الله منذ 16عاما ولم تتيسر إلى حد الآن، فصبرا يا الله، أبحث عن الأدعية المأثورة والأوراد وأسهر اليل كله وبضعا من النهار ولا أنام إلا قليلا، وأفكر وأتخيل أن لي بيتا وأولادا وزوجا سيأتي وأقوم بتحضير الغداء له والسفرة وتحضير منشفة ليتنشف بعد الوضوء وحذاء يلبسه عند دخول المنزل وأختار ماذا أقول له من الكلمات الطيبة والجميلة، وأطفالا أتخيل كيف أرتب لهم غرفتهم وكم فيها من الألوان وكيف سأدعو الله لهم حتى يوفقهم وأتخيل نفسي أساعدهم في دروسهم وأشتري لهم ملابسهم وحاجياتهم، وعندي أقارب من أمي ـ وهم أخوالي ـ لا يحبون أن أتزوج لا أنا ولا أخواتي وخاصة أنا بالذات، لأنني لا أعجبهم وقد صرحوا لأمي صراحة بهذا ووقتها صعقت وبكيت واهتززت، هذه حقيقة ملموسة، ولا أن أسافر أو أخرج من البيت، وليس فقط الزواج فهنالك أمور كثيرة أخرى ويدعون الحب لنا والخوف ويطلبون منا التقديس الدائم لأنفسهم مع الإهانة والاستهزاء، وأختي حاولت أن تسافر لتبحث عن عمل فظلوا يلجون ويقولون لا بد أن ترجع إلى بيتها حتى رجعت دون عمل، وأنا منذ سنوات حاولت أمي أن ترسلني للعمرة أنا وأخي فظل خالي يلح، ولم يتم الأمر، وهناك زوجة عمي من طرف أبي لديها عدة أولاد وبطبعها تكره زوجها وأهل زوجها وكلهم نسخ منها ومن أخلاقها، وكلهم لا يحبوننا ولا يزورننا وبناتها لا يسلمن علينا ونحن من نسلم عليهن.