السؤال
أحسن الله إليكم: أحيانا أعاني من ضيق وهم لا أعرف سببهما أبدا، ولا أرغب بالاتصال أبدا مع الآخرين.
فما توجيهكم لنا في هذه الحالة ؟؟
وكيف نصبر إذا فرغ الصبر وخصوصا إذا لم يكن هناك شيئا يصبر الشخص ..!!
وشكرا جزاكم الله خيرا.
أحسن الله إليكم: أحيانا أعاني من ضيق وهم لا أعرف سببهما أبدا، ولا أرغب بالاتصال أبدا مع الآخرين.
فما توجيهكم لنا في هذه الحالة ؟؟
وكيف نصبر إذا فرغ الصبر وخصوصا إذا لم يكن هناك شيئا يصبر الشخص ..!!
وشكرا جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يصيب الإنسان من هم وحزن أمر لا بد منه، ولا يكاد ينفك عنه إنسان، لكن هذا الحزن والهم ليس مطلوبا، فعلى الشخص أن يسعى في علاجه، فإنه موقف عن تمام السير إلى الله تعالى؛ ولتنظر الفتوى رقم: 167119.
ومن أعظم ما يعين على تجاوز تلك الهموم والأحزان، الرجوع إلى الله تعالى بالطاعة، والعلم بأن ما يصيب الإنسان من مصيبة إنما هو بسبب معصيته، وبعده عن ربه. فليجتهد العبد في التوبة، وإصلاح ما بينه وبين الله تعالى؛ لعلمه أنه إنما أتي من قبل نفسه؛ قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
ومما يعين على ذلك أيضا: اللجأ إلى الله تعالى، والاجتهاد في دعائه والتقرب إليه، وسؤاله من فضله العظيم، ولزوم أدعية الهم والكرب المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنها من أنفع الأدوية بإذن الله. ولتنظر لبيان بعضها الفتوى رقم: 103409.
واعلم أن الصبر لا يعجز من صدق في طلبه وتحريه، وذلك أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن يتصبر يصبره الله. فإذا اجتهد العبد في سؤال الله الصبر، وحمل نفسه عليه صادقا، وفقه الله تعالى للصبر وأعانه عليه.
ومما يعينه على الصبر أن يستحضر عظم مثوبة الصابرين، وما أعد الله لهم من الثواب الجزيل: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}. ومما يعينه على ذلك أيضا أن يستحضر أن الجزع لا يرد غائبا، ولا ينشر ميتا، ولا يصلح تالفا، وأنه لا يستفيد بجزعه إلا سخط الله عليه، فمن رضي فله الرضا، وقدر الله ماض، ومن سخط فله السخط، وقدر الله ماض.
ومما يعينه على الصبر كذلك أن يتسلى بأخبار المصابين والمبتلين ممن مصابهم أعظم من مصابه، وأن يعلم أن هذه هي طبيعة الدنيا، فإنها إنما طبعت على الكدر والنغص، والآلام، فلا تطلب فيها الراحة والهناء، ثم الاجتهاد في الدعاء، والاستعانة بالله تعالى من أعظم ما يستجلب به الخير ويستدفع به الشر؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء.
نسأل الله أن يرزقنا الصبر والرضا، وأن يعيذنا وسائر إخواننا من الهم والحزن.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني