السؤال
هل يجوز استعمال القسط الهندي كبخور في الرقية الشرعية؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في التبخر بالأشياء المباحة التي لا ضرر فيها هو الجواز، ولكن العلاج بالبخور من شيم المشعوذين والدجالين فالمشروع هو الاستغناء عنه بالتعوذات المأثورة والرقى الشرعية والبعد عما لم تثبت فائدته بالشرع أو التجربة، لئلا يكون من وحي الشياطين أو المشعوذين، ومن المقرر شرعاً أن الرقية بالقرآن والأدعية والأذكار علاج نافع ـ إن شاء الله ـ فقد روى ابن حبان عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم: دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: عالجيها بكتاب الله.
والمعروف عن السلف في الرقية بالقرآن أن يقرأ على المريض، كما عمل أبو سعيد الخدري على اللديغ، ونص أهل العلم على جواز قراءة القرآن على ماء ثم يشرب المريض من ذلك الماء، نص عليه ابن القيم، كما نصوا على جواز كتابته على لوح أو ورقة وغسله وشربه، قال ابن القيم في المدارج: كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط جربت ذلك مرارا عديدة وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء... اهـ.
وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: قال صالح يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي اشرب منه واغسل وجهك ويديك، ونقل عبد الله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصب على نفسه منه، قال عبد الله: ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم فيستشفي به ويمسح به يديه ووجهه..... اهـ.
وراجعي في فوائد القسط الفتوى رقم: 70018.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني