السؤال
ما صحة هذا الحديث: أتاني جبريل في أول ما أوحي إلي، فعلمني الوضوء والصلاة، فلما فرغ ـ من ـ الوضوء، أخذ غرفة من الماء فنضح بها فرجه؟ الراوي: زيد بن حارثة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 76، خلاصة حكم المحدث: صحيح، فهل هذا صحيح: وهل هذا الرد؟ تعليقات العلماء: تعليق شعيب الأرنؤوط في تحقيق مسند أحمد: حديث ضعيف في إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، العلل لابن الجوزى.... ضعيف.
http://www.islamweb.net/hadith/displ...576
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالحديث الذي ذكرته رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهما, ولفظ أحمد في المسند:... عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الْوُضُوءِ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ.
وهذا الحديث مختلف في صحته، فمنهم من ضعفه، ومنهم من حسنه أو صححه, قال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجة: هذا حديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولما سئل عنه أبو حاتم الرازي قال: هذا حديث كذب باطل، قال ابنه: وقد كان أبو زرعة يضعفه أيضا، وضعفه أيضا ابن عدي وابن طاهر. اهـ.
وجاء في تحقيق المسند للشيخ شعيب الأرناؤوط وآخرون: حديث ضعيف، في إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، وقد اضطرِب في إسناده ومتنه. اهـ.
وحسنه بعض العلماء لوجود متابع لابن لهيعة وشاهد للحديث, فقد حسنه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح وذكره في السلسلة الصحيحة وصححه في صحيح الجامع, والمتابع هو رشدين بن سعد، وهو ضعيف كابن لهيعة، ولكن قال الشيخ الألباني رحمه الله: وهو في الضعف مثل ابن لهيعة، فأحدهما يقوي الآخر، لاسيما وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: جاءني جبريل، فقال: يا محمد إذا توضأت فانتضح. اهـ.
وممن حسنه أيضا الشيخ ملا القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، فقد قال عنه: وَسَنَدُهُ حَسَنٌ. اهـ.
ومشروعية النضح بعد الوضوء وردت بها أحاديث أخرى, قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة: يُسْتَحَبُّ إِذَا تَوَضَّأَ أَنْ يَنْضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ لِيَقْطَعَ عَنْهُ الْوَسْوَاسَ بِخُرُوجِ الْبَوْلِ، نَصَّ عَلَيْهِ، لِمَا رَوَى سُفْيَانُ بْنُ الْحَكَمِ أَوِ الْحَكَمُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ ـ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيُّ، اهـ، وعند أحمد مرفوعا: إِنَّ مِنْ الْفِطْرَةِ أَوْ الْفِطْرَةُ الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ .... وَالِانْتِضَاحُ. اهــ مختصرا.
قال الحافظ في الفتح: وَأَمَّا الِانْتِضَاحُ: فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ هُوَ أَنْ يَأْخُذَ قَلِيلًا مِنَ الْمَاءِ فَيَنْضَحَ بِهِ مَذَاكِيرَهُ بَعْدَ الْوُضُوءِ لِيَنْفِيَ عَنْهُ الْوَسْوَاسَ.. اهـ.
والله أعلم.