السؤال
ما هو الدليل من القرآن أو السنة على من أفطر متعمدا؟ وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السؤال غير مكتمل المعنى، وإذا كان المراد منه بيان دليل حرمة تعمد الفطر في نهار رمضان، فإن الله سبحانه وتعالى فرض الصيام وجعله أحد أركان الإسلام، دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، والصيام هو الإمساك عن المفطرات من الفجر إلى الغروب وعليه، فإن تعمد الفطرفي نهار رمضان بدون عذر شرعي معصية عظيمة وانتهاك لحرمة الشهر الكريم ومخالفة لأمر الله تعالى، قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ {البقرة:187}.
حيث أمر الله تعالى بإتمام الصيام من الفجر إلى الليل، وهذا يقتضى النهي عن تناول المفطرات في هذا الوقت ففي تفسيرالفاتحة والبقرة للشيخ محمد بن صالح العثيمين: قوله تعالى: ثم أتموا الصيام ـ أي أكملوا الصيام على وجه التمام: إلى الليل ـ أي إلى دخول الليل، وذلك بغروب الشمس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ـ وبمجرد غروب الشمس ـ أي غروب قرصها ـ يكون الإفطار. انتهى.
وأما الدليل من السنة، ففي الصحيحين عن عائشة وابن عمر ـ رضي الله عنهم ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. متفق عليه.
وفي لفظ للبخاري: فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر.
وفي الصحيحين أيضا: عن عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.
فهنا بين النبي صلى الله عليه وسلم تحديد بداية وقت الصيام ونهايته، وإذا كان المراد معنى آخر فيرجى بيان ذلك وإرساله مرة أخرى لتتم الإجابة عليه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني