السؤال
أنا فتاة في 32 من العمر لم يمن الله علي بالزوج إلى حد الآن, والمشكلة أنني أصبحت حساسة جدا من كل كلمة تقال لي إذا سأل أحد لم لم أتزوج إلى الآن, فأنا لم أرفض أحدا تقدم لي, بل جميع من أتى يخطبني يذهب ولا يعود, لا أعلم ما المشكلة, أريد أن أعف نفسي فأنا بحاجة للزواج ولكن ليس لي نصيب, لأنه لا أحد يتقدم لي, وجميع من حولي يستغرب لم لم أتزوج؟ وهل يوجد بي عيب لهذا لا أحد يريدني؟ فنفسيتي تعبانة كثيرا من هذا الموضوع، لا أحد يريدني زوجة له، مع أن الجميع يشهد لي بأخلاقي، فهل إذا بكيت أكون معترضة على مشيئة الله، تعبت وتعبت نفسيتي، فما العمل للتخلص من الحساسية تجاه سؤالهم عن عدم ارتباطي الآن؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد البكاء أو الحزن بسبب تأخر الزواج لا يعتبر اعتراضا على القدر ما دام القلب موقنا بأن قدر الله كله حكمة ورحمة وأن الله أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، ولكن العبد يستعجل قال ابن القيم: والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا.
واعلمي أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على رجل صالح ليتزوجها وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281.
فهوني عليك الأمر وأحسني ظنك بربك وأبشري خيرا واحذري من وساوس الشيطان وثقي أنك إن استعففت وصبرت فسوف ييسر الله أمرك ويجعل لك فرجا، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ { الطلاق: 2ـ 3}.
وننصحك بكثرة الدعاء والمحافظة على الأذكار المسنونة والرقى المشروعة، وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 4310، 80694، 105940.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.