السؤال
أنا أسكن في بلاد عربية تمنع الحجاب فماذا عليّ أن أفعل لأني لو ارتديته سأتعرض إلى مخاطر سواء الآن وأنا أدرس أو بعد ذلك وأنا أعمل؟
أنا أسكن في بلاد عربية تمنع الحجاب فماذا عليّ أن أفعل لأني لو ارتديته سأتعرض إلى مخاطر سواء الآن وأنا أدرس أو بعد ذلك وأنا أعمل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحجاب فرض من فرائض الإسلام، فرضه الله تعالى على نساء المؤمنين في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59] .
وقال تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...) [النور:31] .
وقال صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما... وذكر منهما: ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها..." رواه مسلم .
فلا يحل للمسلمة أن تنزع حجابها أو تتنازل عنه بحال من الأحوال ما دام ذلك باختيارها، والحكمة من الحجاب واضحة -كما في الآية الكريمة- فهو صون لكرامة المرأة وحفظ لها من التعرض للأذى، ودرء للفتنة عن الرجال والنساء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء" متفق عليه.
ومن أخطر الثغور التي دخل منها أعداء الإسلام في هذا العصر إلى إفساد شباب المسلمين ثغر تبرج المرأة، فعلى الأخت المسلمة أن تعي هذه الحقائق، ولا تكون عوناً للأعداء، وربما يخوّفون الناس بأشياء لم تكن حقيقية لإبعادهم عن دين الله (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:175] .
أما إذا كانت الأخت تتوقع مخاطر حقيقية أو يقع عليها ضرر فعلي وهي لا تستغني عن الخروج، فهذه ضرورة من الضرورات، والضرورة لها حكمها وتقدر بقدرها، قال تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة:173] .
والإنسان على نفسه بصيرة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني