الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف معنى الكلمة العرفي عن أصل معناها في اللغة

السؤال

عندنا في مصر نقول على الطالب المتفوق بالعامية شاطر، فهل هذا حرام؟ أم أن المعنى يختلف بالعامية عن الفصحى؟ لأنني قرأت أن معنى هذه الكلمة هو فاجر خبيث بالفصحى ولكن نقصد به في العامية ماهر حذق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأكثر معاجم اللغة تذكر هذه الكلمة بمعنى الخبيث واللئيم ونحوه، إلا أن الزبيدي نقل عن بعض الصوفية معنى آخر، قال: والشَّاطِرُ: هُوَ السّابِقُ، كالبَرِيدِ الَّذِي يَأْخُذُ المَسَافَةَ البعيدَةَ فِي المُدَّةِ القَريبةِ.

وبناء على ما جاء في تاج العروس فقد أقر العلماء المعاصرون استعمال هذه الكلمة بالمعنى المتعارف عليه عند العوام فقد جاء في كتاب: معجم اللغة العربية المعاصرة عند مادة: ش ط ر ـ شاطِر مفرد: ج شاطِرون وشُطّار:

1ـ اسم فاعل من شطَرَ وشطُرَ.

2ـ حادّ الفهم، سريع التصرُّف.

3ـ داهية، مكير، خبيثٌ ماكر.

4ـ لِصّ. انتهى.
وجاء في معجم الصواب اللغوي: أجاز مجمع اللغة المصري استعمال كلمة شاطر استنادًا إلى ما جاء في التاج من أن الشاطر: السابق الذي يأخذ المسافة البعيدة في المدة القريبة، وكأن العامة نقلت الشطارة من معنى السَّبْق في العَدْو إلى السبق في كل الأمور والحذق فيها، كما أجاز الوسيط هذه الكلمة بمعنى الفَهِم المتصرف، وذكرها المنجد بمعنى النّبيه الماضي في أموره، والأساسي بمعنى الحادّ الفهم السريع التصرف. انتهى.

وعليه فلا حرج ـ إن شاء الله ـ في إطلاق هذه الكلمة بالمعنى المتعارف عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني