السؤال
سؤالي بسيط ـ إن شاء الله ـ ولكنه متفرع: في بعض الأحيان نبدي أرآءنا حول شيء، أو شخص معين وليس في نيتنا الانتقاص من هذا الشيء، فمثلاً: إذا قال أحد: أنا لا أحب السماع لشخص معين، لأن أسلوبه لا يعجبني، أو من دون ذكر سبب، فهل يعد هذا من الغيبة المحرمة؟ والثاني سؤال كثيرا ما نقع فيه: وهو في تحدثنا عن المباريات وعن أداء الفريق الفلاني وكيف أن أداءهم كان جيداً، أو سيئاً, فهل هذا من الغيبة أيضاً؟ وهل الغيبة منوطة بشخص واحد؟ وهل يمكن أن تكون على جماعة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الغيبة المحرمة هي ذكر الإنسان لأخيه بما يكرهه، مثل الأمور التي فيها تنقيص له، أو مس من كرامته أو استهزاء به، أو ذكر شيء من عيوبه ومساوئه ونحو ذلك.
ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فقد بهته.
وانظر الفتويين: 133149138444.
وقول الشخص: أنا لا أحب السماع لشخص معين، فإن لم يكن معه ذكر للسبب فإنه لا يعتبر غيبة، لأنه مجرد إخبار من هذا الشخص عن نفسه، وأما تعليل ذلك بقول: لأن أسلوبه لا يعجبني، فإن كان في معرض يفهم منه ركاكة أسلوبه وضعف لغته ونحو ذلك، فإن ذلك يعتبر غيبة، فهو ذكره ببعض مساوئه.
وإن كان القصد أن أسلوبه أدبي وأنت تفضل الأسلوب العلمي، أو العكس، أو أن لغته شعرية، أو أنه يتفلسف في كلامه وأنت لا تفهم عنه، فالظاهر أن هذا ليس من الغيبة، لأن ما ذكر لا يعد نقصا.
وأما القول بأن أداء هذا الفريق، أو الجماعة كان سيئا: فالظاهر أنه من الغيبة إذا كانوا معينين معروفين، لأنهم يكرهون ذكرهم بسوء الأداء، وانظر الفتويين رقم: 18728145719.
والأولى للمسلم أن يحفظ لسانه مما لا يعود عليه بفائدة، لما في الصحيحين مرفوعا: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت.
والله أعلم.