السؤال
ذات مرة ذهب زوجي للحمام ليقضي حاجته، فسقط تليفونه سهوا داخل المرحاض -أعزكم الله- فقام بالتقاطه من المرحاض، وقام بمسح ماء المرحاض بالمنديل فقط، وبعدها خرب الجهاز فاضطر أن يذهب به إلى محل لتصليحه، وبالفعل قاموا بتصليحه، والآن هو يستخدمه، وصار لهذه الحادثة أكثر من خمسة شهور. ويستخدمه ويده رطبة، ويلمس الأشياء ويده رطبة، ويلمس الثياب والسجاد الذي نصلي عليه ويده رطبة، وحتى الجهاز المتنجس يلمسه ويده رطبة، والآن قمت أشكك أن كل شيء متنجس فهل يتنجس المكان؟ وما ذا أفعل كي أنهي هذا الشيء ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان تنجس هذا الجوال مشكوكا فيه فلا يلزم شيء لأن الأصل عدم تنجسه، وأما إذا كان أمرا متيقنا ففي طهارته بمجرد المسح خلاف بين العلماء، والذي نرى أنه يسعكم الأخذ بقول من يحكم بطهارته بالمسح وبخاصة إذا كان يخاف عليه من التلف بغسله.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع: قوله: «ولا دَلْكٍ» ، أي: لا يطهُر المتنجِّس بالدَّلكِ مطلقاً؛ سواء كان صقيلاً تذهبُ عينُ النَّجاسة بدلكه كالمرآة، أم غير صقيل، هذا هو المذهب. والقول الثَّاني: أن المتنجِّس ينقسم إِلى قسمين: الأول: ما يمكن إِزالة النَّجاسة بِدَلْكِه، وذلك إِذا كان صقيلاً كالمرآة والسَّيف، ومثل هذا لا يتشرَّب النَّجاسة، فالصَّحيح أنه يطهُر بالدَّلْكِ، فلو تنجَّست مرآة، ثم دَلَكْتَها حتى أصبحت واضحة لا دَنَسَ فيها فإِنها تطهُر. الثاني: ما لا يمكن إِزالة النَّجاسة بِدَلْكِه؛ لكونه خشناً، فهذا لا يطهُر بالدَّلك، لأن أجزاءً من النَّجاسة تبقى في خلاله. انتهى.
فإذا علمت هذا فإن كان زوجك قد ترك غسل هذا الجوال، واكتفى بمسحه مسحا أزال عنه النجاسة فنرجو أن يكون ذلك كافيا في تطهيره إن شاء الله، وذلك دفعا للوسوسة ورفعا للحرج، وأما انتقال النجاسة من جسم متنجس إلى ما لامسه من طاهر رطب أو مبتل فمحل خلاف بين العلماء، والذي نرى أنه يسعك القول بعدم تنجس ما يلاقيه من طاهر رطب أو مبتل دفعا لكثرة الشكوك والوساوس ورفعا للحرج، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 1163290117811 154941.
والله أعلم.