السؤال
ما الحكم إن كان في الغرفة عندي مكتبة وآخر رف فيها مصاحف وكتب دينية ويقابلها سرير وعندما ينام عليه أحد فإن قدميه تكون مقابلة للمصحف وليست في حذائه وابنتي أحيانا تذاكر على الأرض وتضع كتاب الشرعية على الأرض وأكون جالسة على الكرسي، أو أحد يمر من جانبها وكتاب الشرعية به قرآن كريم وكذلك حقيبة المدرسة بها الكتاب وهي عند القدم ومواقف كثيرة مثل هذه؟ فما حكم ذلك؟ وكيف نتعامل مع هذا؟ علما بأنني كنت قبل لا ألتفت ليس استهانة مني ولكن لا آخذ بالي، أما الآن فأنا حريصة جدا وأخاف، فكيف أستطيع أن أتعامل مع هذا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلا شك في وجوب المحافظة على المصاحف وجعلها في الأماكن المناسبة واللائقة بمكانتها، ولا يشترط أن تكون في مكان مرتفع بقدر معين من الارتفاع، ولا يضر كونها في آخر رف، فالمهم أن لا تمتهن بوضعها في مكان غير نظيف، أو مكان يعتبر وضعها فيه امتهانا لها، وأن لا توضع على الأرض مباشرة من غير أن ترفع عنها ولو قليلا، قال
محمد بن سليمان البجيرمي في تحفة الحبيب على شرح الخطيب ـ وهو شافعي ـ ما نصه:
ويحرم وضع المصحف على الأرض، بل لا بد من رفعه عرفا ولو قليلا. انتهى
وأما مد الرجلين إلى المصحف، فقد صرح فقهاء الأحناف والشافعية والحنابلة بالنهي عنه إذا كان المصحف بحذاء الرجل، وأما إن كان مرتفعا عنها فلا حرج، قال الشيخ سليمان بن محمد البجيرمي الشافعي في تحفة الحبيب على شرح الخطيب: ويحرم مد الرجل إلى جهة المصحف ووضعه تحت يد كافر. انتهى
.وقال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع بشرح الإقناع: ويكره مد الرجلين إلى جهته أي المصحف. اهـ
،وكذا ذكر فقهاء الحنفية في كتبهم كراهة مد الرجل إلى جهة المصحف ما لم تكن في مكان مرتفع عن المحاذاة ومما يحترم أيضا الكتب الشرعية كمادة التربية الإسلامية ونحوها، فهذه تصان عن الإهانة ويشرع رفعها عن الأرض عند المذاكرة إن كان يوجد ما ترفع عليه، أو كان لا يشق رفعها باليد حين القراءة، لما في رفعها من احترامها، وهو يدخل في تعظيم شرع الله وشعائره، لكن إذا لم يوجد ما يرفع الكتاب عليه وكان في حمله في اليد مشقة على القارئ فإن وضعه بين يدي قارئه على فراشه ومرور الناس من جنبه لا يعتبر امتهانا له
.والله أعلم