السؤال
صديقي يصوم لشهرين متتابعين فهل هذا جائز أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أفضل صيام التطوع هو ما سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كصيام يوم الاثنين والخميس، وصيام يوم عاشوراء، ويوم عرفة، وثلاثة أيام من كل شهر، وصيام ستة من شهر شوال، وصيام شهر المحرم كاملاً، وأكثر شهر شعبان، وإذا أراد العبد أن يداوم الصيام فأفضله أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ عبد الله بن عمرو بن العاص : " فصم يوماً وأفطر يوماً، وذلك صيام داود عليه السلام، وهو أعدل الصيام قلت إني أطيق أفضل منه يا رسول الله قال لا أفضل من ذلك" متفق عليه .
وأفضليته في كونه غير شاق على النفس، وفيه الرفق بالبدن وعدم الإنهاك له.
وصيام شهر أو شهرين أو أكثر متتابعة لا شيء فيه، لكن ما قدمناه هو الأفضل، والأوجه أن يقال: إذا كان الصيام المتواصل سيؤدي إلى ضعف البدن بحيث يكون سبباً في عجزه عن القيام بما هو أفضل من صيام التطوع من حقوق الله وحقوق الخلق الواجبة، فيجب عليه حينئذ الإفطار، لأن النافلة ستكون سبباً في ضياع الفريضة، وإذا لم يؤثر عليه فهو فعل مشروع، لكنه يكون قد ترك الأفضل.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني