السؤال
إني شخص من عائلة متوسطة، عانيت مع أهلي 18 -20 سنة مشاكل أسرية بقي القليل منها، تخرجت من الجامعة ثم عينت وساعدت أهلي، ثم التزمت دينيا وبار بوالدي حتى الآن، ثم عرضت علي وظيفة تركت مهنتي الأولى، وذهبت إلى الجديدة، وأصبحت تواجهني المشاكل في الوظيفة، والضرر النفسي أكثر من المادي حتى أنها أضعفتني عن ديني وعن صلاتي ورجعت إلى بعض العادات السيئة.
السؤال : أنا استخرت رب العالمين في وظيفتي الجديدة لماذا الله قدرها لي وهو يعلم أنه سوف يلحقني منها أذى نفسي، علما بأن الوظيفة لا يوجد بها اختلاط، وهي وظيفة شريفة، لكن تخيلت أن الخير فيها لكن وجدت عكس ذلك، علما بأني منذ صغري لا أسأل الناس بل أسأل رب الناس. وأعلم بأن باب التوبة مفتوح في أي وقت وإن شاء الله سأكون من التائبين.
أفيدوني أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت قد استخرت الله تعالى حقا وفعلت ما أرشدك إليه النبي- صلى الله عليه وسلم- فأبشر بالخير فإن الله تعالى لن يضيعك، وليس الذي أنت فيه هو نهاية المطاف، والواجبُ عليكَ الآن أن تصبر على ما قدره الله لك، وتترك العتب على الأقدار ولومها، ولترض بما قسمه الله لك لتكون أغنى الناس وأسعدهم.
وأمر المؤمن كله له خير فهو متقلب بين مصائب يثاب في الصبر عليها، وبين نعم يثاب في الشكر لها، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ. رواه مسلم.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 116923، 122339.
وأما قولك " لماذا الله قدرها لي... " فهذا السؤال في غير محله، ولا يليق بالمسلم أن يسأل مثل هذا السؤال، لأن الله – سبحانه وتعالى- لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وعلى العبد أن يرضى بقدر الله تعالى وقضائه، ويعلم أن فيه الخير له عاجلا أم آجلا علم ذلك أو لم يعلمه.
والله أعلم.