السؤال
هل يجوز أن نقول: إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تحل بها العقد وتفرج بها الكرب؟ وهل يصح نسبة هذا القول لابن القيم؟.
هل يجوز أن نقول: إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تحل بها العقد وتفرج بها الكرب؟ وهل يصح نسبة هذا القول لابن القيم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الكلام صحيح شرعا، ومجرب عرفا، فعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ـ وأحمد، وحسنه ابن حجر والألباني.
قال أبو الحسن المباركفوري ـ في مرعاة المفاتيح ـ وأبو العلا المباركفوري ـ في تحفة الأحوذي: الهم: ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة ـ يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عليَّ كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي أعطيت مرام الدنيا والآخرة. هـ.
وأما ابن القيم ـ رحمه الله ـ فله كتاب حافل في هذا الموضوع، سماه: جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ـ عقد فيه الباب الثالث: في مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي يتأكد طلبها ـ إما وجوباً، وإما استحساناً مؤكداً ـ وقال في الموطن الحادي والعشرين من هذه المواطن: عند الهم والشدائد وطلب المغفرة. هـ. وذكر فيه حديث أبيّ السابق.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: مقصود السائل: أي يا رسول الله إن لي دعاء أدعو به أستجلب به الخير وأستدفع به الشر، فكم أجعل لك من الدعاء؟ فلما انتهى إلى قوله: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك. وفي الرواية الأخرى: إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك، وهذا غاية ما يدعو به الإنسان من جلب الخيرات ودفع المضرات. هـ.
وقال القاري ـ في مرقاة المفاتيح: وذلك، لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله وتعظيم الرسول والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه وإيثاره بالدعاء على نفسه، ما أعظمه من خلال جليلة الأخطار وأعمال كريمة الآثار. هـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني