السؤال
ما هي الأحكام الواردة في أول 20 آية من سورة البقرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اشتملت العشرون آية الأولى من سورة البقرة على أحكام متفرقة، ومعان متعددة لا يتسع المقام إلى تفصيلها. ونكتفي منها بما يلي:
وهو أن الآيات الأربع الأولى: جاء فيهن ذكر صفات المؤمنين الخلص الذين يؤمنون إيماناً كاملاً بربهم، وأنهم هم المهتدون المفلحون.
وفي الآيتين التاليتين: الخامسة والسادسة، ذكر صفات الكفار الخُلَّص، وما أعد الله لهم من العذاب العظيم.
أما باقي العشرين -وهي ثلاث عشرة آية- فكلها في وصف المنافقين، وقد ضرب الله تعالى لهم مثلين: مثلاً نارياً في قوله تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا {البقرة: 17} إلى آخر الآيتين، وهو مثل ضربه الله لبيان ما يظهره المنافقون من الإيمان مع ما يبطنونه من النفاق، كمثل المستوقد الذي أضاءت ناره ثم طفئت، فإنه يعود إلى الظلمة، ولا تنفعه تلك الإضاءة اليسيرة، فكأن بقاء المستوقد في ظلمات لا يبصر، كبقاء المنافق في حيرته وتردده، ومثلاً مائياً بقوله تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ {البقرة: 19} إلى آخر الآيات. يعني أن المنافقين إذا نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبه بالظلمات، والوعيد عليه المشبه بالرعد، والحجج البينة المشبهة بالبرق يسدون آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الإيمان به، وترك دينهم -والدين الإسلامي عندهم موت- ولا شك أن هذا التركيز القرآني على المنافقين يدل على خطورتهم، وعمق عداوتهم لله تعالى وأنبيائه وأتباعهم، فلذلك كانوا في الدرك الأسفل من النار. والعياذ بالله تعالى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني