الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إن لم يكن في يمينك تورية فهي يمين غموس

السؤال

حلفت لأخي بأن لا أقول لأحد من عائلتي إنه عندي، وفوجئت بمكالمة من أمي التي شكت في الأمر وبدون شعور حلفت مرة أخرى خوفا من أن أنكث وعدي، أخذت أمي تلح علي وتحلفني وأنا أقول لها بأنه ليس عندي وأحلف مرة أخرى على أساس أنه لم يأت فعلا عندي حين خروجه من البيت مباشرة بل ذهب إلى مكان آخر قبل أن يأتي إلي ولم أكن أعرف مكانه وقتئذ.
أخرجوني مما أنا فيه وقد عصيت ربي وكذبت على أمي المريضة وأبي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اليمين التي حلفت لأخيك تعتبر يمين بر: منعقدة على البر ما لم تخبري أحدا من عائلتك أنه عندك.

وحلفك لأمك يعتبر حلفا على الكذب ما لم يكن فيه معاريض أو تورية بقصد صرفه عن ما يظهر منه، وقد بينا معنى التورية وحكمها وأن فيها مخرجا من الكذب، فقد يلجأ إليها المسلم إذا كان لا يريد الإخبار بالحقيقة لسبب ما، ولا يرضى بالوقوع في الكذب. انظري الفتوى: 4512. وفي هذه الحالة لا إثم عليك ولا كفارة.

قال البخاري: باب المعاريض مندوحة عن الكذب.

وأما تعمد الكذب المحض والحلف عليه فمن المعلوم عند المسلم أنه حرام، فلا يجوز اللجوء إليه إلا في حالة الضرورة التي لا يجد صاحبها مخرجا منها أو دفعا لها، ولذلك فإذا لم يكن في يمينك لأمك تورية فإن هذه اليمين تعتبر يمينا على الكذب، وهي يمين الغموس التي هي من كبائر الذنوب والعياذ بالله وعليك أن تبادري بالتوبة النصوح منها، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس.

ومذهب جمهور أهل العلم أنه لا كفارة لها إلا التوبة النصوح والاستغفار منها لأنها أعظم من الكفارة، فعليك بإخلاص التوبة وعمل ما استطعت من أعمال الخير.. فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وذهب الإمام الشافعي إلى وجوب الكفارة في اليمين الغموس، لدخوله في عموم الأيمان، وعلى ذلك فإذا أخرجت كفارة يمين فإن ذلك أفضل لك وأحوط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني