الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التورية في اليمين دفعا للظلم عن الأخ المسلم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
صديقي وقع بفخ حيث جعله أحد الناس يوقع على سندات أمانة عن طريق الخدعة، حيث كان بينهما مشروع واستغل هذا الأمر وجعله يوقع على تلك السندات، ثم قام برفع دعوى قضائية ضده لدفع قيمة السندات، و قد أنكر السندات ولكن يلزمه شهود بأنه وقع على أوراق فارغة بهدف تسيير أمور العمل ليس إلا، و قد طلب مني أن أشهد على ذلك و أحلف اليمين علماً أني متأكد من أنه لم يوقع على تلك السندات أبدا ولا حتى على أوراق فارغة. سؤالي لحضرتكم: هل يجوز أن يتظاهر أمامي أنه يوقع على أوراق فارغة باسم ذلك الشخص ثم أذهب إلى المحكمة لحلف اليمن بأني رأيته يوقع على أوراق فارغة باسم ذلك الشخص، علماً أني متأكد من برائته (علماً أني رفضت الموضوع خوفاً من الله ولكن لست متأكدا من الحكم)؟ و إذا قام أحدهم بعمل ذلك بدلا عني ما هي عقوبته في حال كان حراماً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الواقع كما ذكر في السؤال بيقين جازم منك، فلا حرج في التورية باليمين بالطريقة التي ذكرها السائل دفعا للأذى والظلم عن أخيه المسلم، ما دام ذلك لا يمكن إلا بهذا الحلف، بل إن ذلك مستحب إن شاء الله، ولا يبعد أن نقول إنه عين الصدق وليس من الكذب في شيء؛ فعن سويد بن حنظلة قال: خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن يحلفوا وحلفت أنه أخي فخلى سبيله، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن القوم تحرجوا أن يحلفوا وحلفت أنه أخي، قال: صدقت المسلم أخو المسلم. رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني. وفي رواية لأحمد: أنت كنت أبرهم وأصدقهم.

وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 110634، 41794، 27641، 131048، 116455.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني