السؤال
فى مجال العمل يكون للانسان أصدقاء كثر ولي صديقة أحبها لكن كل مشكلتي معها أنني عند ما أتحدث معها تتحدث كثيرا عن الناس فـأشعر أنني ارتكبت كثيرا من الذنوب، ففكرت أن أخاصمها بسبب ذلك. فهل إذا فعلت ذلك يكون حراما علي؟
فى مجال العمل يكون للانسان أصدقاء كثر ولي صديقة أحبها لكن كل مشكلتي معها أنني عند ما أتحدث معها تتحدث كثيرا عن الناس فـأشعر أنني ارتكبت كثيرا من الذنوب، ففكرت أن أخاصمها بسبب ذلك. فهل إذا فعلت ذلك يكون حراما علي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان المقصود أنّ حديثك مع صديقتك يتضمن غيبة الناس وهي ذكرهم بما يكرهون، فذلك غير جائز فقد حرّم الله الغيبة، وصور فاعلها في صورة بشعة، قال تعالى: .. وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ. {الحجرات:12}.
فالواجب عليك اجتناب الغيبة والحرص على أن تكون مجالسك مع صديقتك مجالس خير وطاعة، وإذا صدرت منها غيبة فعليك الإنكار عليها وبيان حرمة الغيبة، ويمكنك توجيه الحوار بعيداً عن الأمور المحرمة والمبادرة بالكلام النافع، فإذا لم ينفع ذلك فالواجب اجتناب هذه المجالس.
قال النووي: باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبةً مُحرَّمةً بِرَدِّها والإنكارِ عَلَى قائلها، فإنْ عجز أَوْ لَمْ يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه. رياض الصالحين.
ولا يستلزم ذلك مقاطعتك لها تماماً وإنما يمكنك صلتها بالسلام ونحوه مما لا يوقعك في أمور محرمة، لكن إذا لم يمكنك اجتناب الغيبة إلا بمقاطعتها فلا حرج عليك حينئذ، لأنّ مقاطعتك لها لمصلحة شرعية.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر : أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني