الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقع في الحرام وحلف لامرأته وهو كاذب فكيف يكفر عن ذنبه

السؤال

حلفت وأنا أمسك بالمصحف الشريف لزوجتي على شيء استحلفتني عليه وأصرت على ذلك, ولم أكن صادقا في حلفي، حيث أوحى إلي شيطاني أن أكذب عليها مخافة أن تعرف حقيقة ما تسألني عنه فتكون العواقب وخيمة, ولكن ـ وسبحان الله ـ انكشف الأمر فاعترفت لها بكل شيء وكان بسبب نية خالصة في التوبة إلى الله تعالى, وقد عقدتها نية خالصة ـ حقا ـ على عدم الكذب مرة أخرى وعدم العودة إلى هذه المعصية حتى ألقى ربي، وسألته سبحانه وتعالى أن يعينني على ذلك ما حييت وندمت أشد الندم وبدأت الالتزام بالفروض التي كنت أؤديها بتكاسل وبالاستغفار ولوم نفسي والدعاء إلى الله أن يتوب على ويغفر لي حلفي كاذبا وأن يعصمني من الزلل, أفتوني ـ جزاكم الله خيرا ـ عن كفارة ذنبي هذا بكذبي على الله ثم على زوجتي وكيف أعوضها عن أذيتي لها؟ حتى أكفر عن ذنبي, فحقها معلق برقبتي أريد أن ألقى ربي بقلب سليم فكلى رجاء فيه سبحانه وحده ولا رجاء لي إلا هو.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ويغفر ذنبك وييسر أمرك، ولتعلم أن تعمد الحلف كذبا يعتبر من أكبر الكبائر، فقد روى البخاري وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك واليمين الغموس وعقوق الوالدين ـ أو قال ـ وقتل النفس.

قال العلماء: سمي يمين الغموس، لأنه يغمس صاحبه في الإثم أو في النار ـ والعياذ بالله تعالى ـ ولا كفارة فيها عند أكثر أهل العلم، ولو أخرجت كفارة يمين ـ خروجا من الخلاف أهل العلم ـ لكان ذلك أفضل وأحوط، كما سبق بيانه بالتفصيل في الفتويين رقم: 21841، ورقم: 6953.

وعليك أن تحمد الله تعالى الذي وفقك للتوبة والندم على ما صدر منك، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كن لا ذنب له، وهي من أسباب محبة الله تعالى لعباده المؤمنين، كما قال تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}.

وللمزيد من الفائدة ـ عن التوبة وشروطها ـ انظر الفتوى رقم: 5450.

هذا عن الذنب بينك وبين الله، أما عما ذكرت من أذيتك لزوجتك وكيفية تعويضك لها، فقد قال الناس قديما: العلاج بالضد.

فعلاج الإساءة بالإحسان، فأحسن إلى زوجتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني