السؤال
هل يجوز أن أصلي صلاة الفجر متأخرة بعض الشيء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان مرادك بتأخير صلاة الفجر بعض الشيء تأخيرها حتى يخرج وقتها وذلك بطلوع الشمس، فإن تعمد ذلك كبيرة من أكبر الكبائر، بل هو أكبر من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين كما نقله ابن القيم في أول كتاب الصلاة، وانظر لذلك الفتوى رقم: 52278.
وأما إن كان مرادك بتأخيرها تأخيرها في الوقت بحيث تفعلها قبل طلوع الشمس، ولكن بعد فوات أول الوقت فهذا خلاف السنة، فإن السنة في صلاة الصبح أن تصلى في أول وقتها بعد تبين طلوع الفجر الصادق، وهذا مذهب الجمهور خلافاً للحنفية، والأحاديث الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح في أول وقتها كثيرة، فمنها ما رواه البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه، قال: والصبح كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بغلس. وعد بعض أهل العلم وقت الإسفار وانتشار الضوء وقت ضرورة للصبح، وكره بعضهم تأخير الصلاة إليه من غير عذر، وبعضهم حرمها، وانظر لذلك الفتوى رقم: 58709.
وإن كانت الصلاة في هذا الوقت أي قبل طلوع الشمس تقع أداء بلا خلاف، لقوله صلى الله عليه وسلم: ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس. أخرجه مسلم. وهذا كله بغض النظر عن حكم صلاة الجماعة فإنها واجبة على الأعيان في أرجح أقوال أهل العلم. فمن تعمد ترك الجماعة ممن لزمه شهودها من الرجال الأحرار البالغين كان آثماً بتعمد تركه لها... وأما المعذور بنوم أو نسيان فلا إثم عليه، ووقت الصلاة في حقه حين يستيقظ أو يذكر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. متفق عليه.. مع ضرورة الأخذ بأسباب الاستيقاظ، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 112479.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني