السؤال
ماحكم صبغ الشعر سواء كان بالسواد أوغيره؟ وهل هو مانع من دخول الجنة علما بأنه لا يريد الزواج مثلا مما يدخل في التزوير والتغرير بالناس، بل إنه عادة أو منظر حسن، وهل هو تغيير لخلق الله؟ نرجو الإفادة؟
ماحكم صبغ الشعر سواء كان بالسواد أوغيره؟ وهل هو مانع من دخول الجنة علما بأنه لا يريد الزواج مثلا مما يدخل في التزوير والتغرير بالناس، بل إنه عادة أو منظر حسن، وهل هو تغيير لخلق الله؟ نرجو الإفادة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فإن حكم صبغ الشعر بالسواد مختلف فيه بين أهل العلم، والذي نرجحه هو أن النهي الوارد فيه للتحريم كما سبق أن بينا في الفتويين: 2301، 24124. وما أحيل عليه فيهما .
وأما كونه مانعا من دخول الجنة فقد ورد فيه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- حديث صححه بعض أهل العلم وضعفه بعضهم فقال صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي:
وقد أجاب المجيزون للصبغ بالسواد عن هذا الحديث بعدة إجابات منها : أن الوعيد الشديد المذكور في هذا الحديث ليس على الخضب بالسواد بل على معصية أخرى لم تذكر كما قال الحافظ بن أبي عاصم، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد. وقد عرفت وجود طائفة قد خضبوا بالسواد في أول الزمان وبعده من الصحابة والتابعين وغيرهم رضي الله عنهم، فظهر أن الوعيد المذكور ليس على الخضب بالسواد، إذ لو كان الوعيد على الخضب بالسواد لم يكن لذكر قوله في آخر الزمان فائدة، فالاستدلال بهذا الحديث على كراهة الخضب بالسواد ليس بصحيح.
وأن جمعا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الخلفاء الراشدين في غيرهم قد اختضبوا بالسواد ولم ينقل الإنكار عليهم من أحد، فمنهم أبوبكر رضي الله عنه، روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فكان أسن أصحابه أبوبكر فعلها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها، وفي القاموس:قنأ لحيته سودها كفنأها.
أوأن المراد بالخضب بالسواد في هذا الحديث الخضب به لغرض التلبيس والخداع لا مطلقا، جمعا بين الأحاديث المختلفة. ملخصا من الفتح وتحفة الأحوذي...
وعلى هذا؛ فالمانع من دخول الجنة ليس مجرد الصبغ بالسواد، وإنما لمعصية أخرى يحدثونها في آخر الزمان ، ومن صفات أهل هذه المعاصي ما ذكر في الحديث.
وأما كونه من تغيير خلق الله فليس الصبغ بأنواعه من تغيير خلق الله تعالى، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى: 13834 .
والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني