السؤال
عند التحدث بشيء في السر ماذا يفعل الإنسان بكل فكرة تأتيه، كيف يعرف أهو ذنب أم لا، ثم إذا كان ذنبا ماذا يفعل، هل يجب أن يفكر كثيرا، هل يجب أن يفكر في كل هذا، هل الفكرة حرام أم حلال، في ماذا يفكر وفي ماذا لا يفكر، ماذا يفعل لكي يرتاح من الفكر الكثير، مثلا اغتبت أحدا في سري، ماذا أفعل كي أتجنب الحرام، وكل فكرة تأتيني هل أجلس أعالجها أهي حرام أم حلال، ماذا أفعل؟ وكيف أتجنب هذا من الأصل؟ كيف يطبق حديث ما معناه"إن الله تجاوز عن الأمة ما حدثت به نفوسها، كيف يعرف المسلم أنه لا يعمل حراما بشكل عام، هل التفكير يكون سببا في ضعف بنية الجسم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يدور في صدر الإنسان مما لم يعمل أو يتكلم به مما تجاوز الله سبحانه عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
قال النووي في (الأذكار): الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه. وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقر. قالوا: وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أو كفرا أو غيره، فمن خطر له الكفر مجرد خطران من غير تعمد لتحصيله ثم صرفه في الحال فليس بكافر ولا شيء عليه. انتهـى.
فما دام العبد لم يعزم على المعصية عزيمة يترتب على مثلها الفعل إلا أن يحول بينه وبينها مانع، فإنه لا يؤاخذ على ذلك، وقد سبق تفصيل هذه المسألة في الفتويين: 71816 ، 41232.
وأما في ماذا يفكر الإنسان، وفي ماذا لا يفكر؟ فينبغي أن يقصر تفكيره في ما ينفعه في أمر دينه أو دنياه ، فإذا هجم عليه خاطر في أمر لا نفع فيه لم يسترسل معه، بل صرفه إلى ما ينفعه، وسبيل ذلك أن يشغل الإنسان نفسه ابتداء بما ينفعه؛ فإن النفس بطالة فإن شغلتها بالحق وإلا شغلتك بالباطل، ويستعين على ذلك بالله تعالى والإقبال على طاعته وكثرة ذكره والإلحاح في دعائه.
وأما مسألة ضعف بنية الجسم بسبب التفكير، فمن المعروف أن كثرة الهموم والاضطرابات النفسية تسبب كثيرا من المشاكل الصحية، ومن الأفضل أن تراسل قسم الاستشارات في الموقع لتزداد فائدة عن ذلك.
والله أعلم.