السؤال
أنا طالب في إحدى الدول الأجنبية، فعند خروجي من الكلية بعض من الزميلات يردن الركوب معي فوق الدراجة النارية فأحاول أن أتغاضى عنهن ولكن لا مجال إلي حد أنهن يردن المجيء إلى منزلي أو الخروج فوق الدراجة النارية، كذلك وجود الكثير من البنات الفاتنات في الكلية وبعض الزملاء ساكنون مع بنات في المنازل ، إلى حد أني لا أريد الخروج من المنزل ولكن لا أريد أن ينظروا إلي نظرة خطأ أي أنني متشدد أو أن الإسلام في صورة خطأ، فأنا أخاف أن يكون ذلك من مبطلات الصيام، علماً بأنهم يعرفون أني مسلم وكذلك صائم، فأرجو الرد إلي بما فيه الخير؟ ورمضان مبارك بخير وعافية.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتضح لنا عما ذا تسال بالتحديد، هل تسأل إن كان ما ذكرت من مبطلات الصيام أم لا؟ فإن كنت تعني ركوب الفتاة معك على الدراجة النارية أو وجودها معك في المنزل أو نظرك إلى إحدى الفتيات ونحو ذلك فإن هذه الأفعال لا تبطل الصيام بمجردها إلا أن يترتب عليها مبطل كخروج المني ، وراجع في مبطلات الصوم الفتوى رقم: 7619.
ولا يجوز لك شرعاً فعل شيء من هذه الأمور مع امرأة أجنبية عنك، ولا شك أن هذا من أسباب الفتنة ويجب عليك اجتناب هؤلاء الفتيات، ولا تجامل في دينك أحداً من الناس، وإذا أردت البقاء في منزلك فافعل، وعليك بالتمسك بدينك ولا تلتفت إلى ما قد يقول الناس إن هذا نوع من التشدد، فليس التمسك بالدين من التشدد في شيء، ثم إن ثبات المسلم على دينه أحرى أن يجد المسلم بسببه احترام الناس لا بتمييعه لدينه ومداهنته الناس وإرضائه لهم على حساب دينه، روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أنها كتبت إلى معاوية رضي الله عنه: سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
وينبغي أن تجعل الحفاظ على دينك نصب عينيك، وإذا كانت هذه الدراسة قد تؤدي بك إلى تضييع دينك فيجب عليك تركها، وفي بلاد المسلمين من المؤسسات التعليمية التي يمكن الإنسان أن لا يتعرض فيها لهذه المنكرات ما يغنيك عن الاستمرار في ما أنت فيه.
والله أعلم.