السؤال
أنا متزوجة منذ 7 سنوات وعندي ولد وبنت وحدثت مشادة بيني وبين زوجي أمس، والرجاء إفادتي وعذرا للإطالة لأني سوف أسرد عليكم القصة بالتفصيل، المشادة حدثت بسبب مشاكل كثيرة من قبل بسبب كذبه المتكرر من جهته وبالتالي شكي المستمر به، وأمس عرفت بالصدفة أنه في أحد مراكز التدليك والمساج وأن من قامت بذلك هي امرأة فغضبت وحلفت له أن يأتي البيت حالا ودخل وأغلقت باب غرفة النوم وحدثت مشادة كلامية بأنه قال لي بأن تدلكه امرأة أمر جائز شرعا وليس من حقي الغضب، ولكنني أصررت على أن يطلقني وأني لن أدعه يذهب إلى عمله، وكان إصراري شديدا، فتحت ضغطي قال لي أنت طالق.. فهل وقع طلاق؟ وهل حرام جلوسي معه في نفس المنزل مع العلم بأني أرتدي حجابي ومعنا خادمة بالمنزل، وطبعا ينام كل منا في غرفة منفصلة؟ فهل لي الحق في طلبي للطلاق؟ وهل جائز شرعا تدليكه من قبل امرأة أجنبية؟ رجاء رجاء رجاء من إدارتكم الكريمة تقديم نصيحة لزوجي لهدايته لأني سوف أعطيه ردكم الكريم ليقرأه، إنه شخص مصل ولكن أفعاله وأكاذيبه وإصراره أن ما يفعله ليس مخالفا لشرع الله تدفعني لطلب الانفصال عنه، وأنا الآن محطمة نفسيا وأريد إرشادي جزاكم الله كل خير .....أرجو الرد سريعا على خطابي ....
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي لك أن تتسرعي بطلب الطلاق؛ بل طلب المرأة الطلاق لغير مسوغ حرام، ولا نرى أن ما فعله الرجل هنا يسوغ لك طلب الطلاق، فأحسني الظن بزوجك ولا تتهميه بما ليس لك عليه بينة، وحاولي إصلاحه بالحسنى، وفي هذا الأسلوب من التعامل بين الزوجين صلاح الأسرة واستقامتها.
أما عن جواب السؤال.. فإذا قال الرجل لزوجته: أنت طالق، فقد وقعت بذلك طلقة رجعية يملك الزوج فيها رجعة الزوجة طالما أنها في العدة، والمطلقة الرجعية لا تخرج من بيت الزوجية حتى تنتهي العدة لقوله تعالى: ...لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ {الطلاق: 1}، وتظهر المطلقة أمام مطلقها بزينتها ويتردد عليها طالما أنها في العدة. فإذا انتهت العدة قبل أن يراجعها بانت منه ولا تحل له حتى يعقد عليها عقداًً جديداًً، وقبل العقد هي كغيرها من الأجنبيات.
فإذا كنت ما زلت في العدة فجلوسك في المنزل معه هو الصحيح، وإن كانت العدة قد انتهت قبل أن يراجعك فجلوسك معه وخلوتك به غير جائزة شرعاًً، ولمعرفة ما تحصل به الرجعة عند العلماء راجعي الفتوى رقم: 17506.
وأما القول بأن تمكين الرجل المرأة الأجنبية لتقوم بتدليكه ليس مخالفاًً لشرع الله، فهو قول باطل، وقد قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ. {النور30،31}.
وقال الني صلى الله عليه وسلم: واليدان تزنيان وزناهما اللمس، فاتق الله أيها الرجل، فإن معصية الله توجب سخطه عليك، وقد تحرم بسببها كل خير، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. فينبغي أن تسعى لرضا الله لا لسخطه، ولمحبته لا لغضبه.
والله أعلم.