السؤال
ما حكم الصلاة خلف إمام لا يحسن القراءة, يلحن في قراءته إلى حد أنك تظنه يغني فمثلا المد الطبيعي يمده حركتين أو ثلاث أو أربعة وحتى خمس حركات حسب نغمته في القراءة, لا يفرق بين المد المتصل والمد المنفصل ولا يعرف معنى إدغام متماثل وإدغام متجانس, ويقرأ الحاقة مثلا فيقول طاغيا عاتيا خاويا ماليا سلطانيا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن اللحن في الصلاة إما أن يكون في الفاتحة أو يكون في غيرها، فإن كان في الفاتحة فله حالتان أيضاً، فإما أن يكون لحنا يحيل المعنى أو يبطله ككسر التاء في قوله: (أنعمت عليهم) فهذا لحن يبطل الصلاة ولا يصح الائتمام بصاحبه، وإما أن يكون لحنا لا يحيل المعنى ولا يبطله ككسر أو فتح الدال في قوله تعالى: (الحمد لله) فهذا لحن لا يبطل الصلاة ولكن تكره الصلاة وراء من يلحنه.. وينبغي استبدال الإمام بإمام آخر يحسن قراءة القرآن.
وأما اللحن في غير الفاتحة فهو لا يبطل الصلاة ولو كان يحيل المعنى إذا لم يتعمده؛ لأن قراءة السورة ليست ركنا في الصلاة فلو تركها ابتداء صحت صلاته، وعلى كل حال فإن شأن الصلاة عظيم ولا ينبغي أن يتولى الإمامة من عرف منه اللحن في القراءة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله... رواه مسلم وأبو داود.
وقد نص الفقهاء على كراهة إمامة من يلحن وإمامة من لا يفصح ببعض الحروف، كما قال صاحب الروض المربع: وتكره إمامة اللحان أي كثير اللحن الذي لا يحيل المعنى، فإن أحاله في غير الفاتحة لم يمنع صحة إمامته إلا أن يتعمده، ذكره في الشرح، وإن أحاله في غيرها سهواً، أو لآفة صحت صلاته...
وانظر الفتوى رقم: 13127 حول اللحن في القراءة وأقوال الفقهاء في ذلك، وكذا الفتوى رقم: 49450 حول مدى مشروعية قراءة من لا يتقن أحكام التلاوة.
والله أعلم.