السؤال
أريد نصيحة للخلاص مما أراه في بلادنا من دخول الحزبية في الدين والفتن التي طمت بين المشايخ وطلاب العلم الذين لم يكن همهم إلا معرفة رأي فلان في فلان، أنا والحمد لله أمسك لساني عن الحديث في أي من المشايخ، وأستمع إلى علماء الفريقين وأجد عند كل خيرا، ولكن عندما يتطرق المشايخ إلى الحديث عن بعض المشايخ الذين يرون أنهم على غير سبيلهم يضيق صدري من الشيخ، وقد أنقطع عن الحضور للدرس طويلا، فأنا ماذا أسمع وعلى من أتعلم، وهل يجوز الأخذ منهم جميعا، مع العلم بأن كل فريق يحذر من السماع للفريق الآخر، وكيف أعرف الحق؟ فعندما طالعت الكتب الكبيرة القديمة في الفقه مثلا أجد العلماء في غاية الأدب مع بعضهم، فعندما طالعت المبسوط وجدته يسرد الرأي للشافعي ويترحم عليه ولا يزيد عن قوله أما عندنا فكذا، فأشعر بمدى الشقة التي بين مشايخنا وبين هؤلاء القدامى ونحن جميعا نحب السلف ونتقرب إلى الله عز وجل بمنهج السلف، انصحوني لأنني متوقف عن التحصيل ولا أدري ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن هذا الأمر الذي ذكرته مما عمت به البلوى في بعض البلاد نظرا لشيوع التقصير في معرفة ما كان عليه السلف من الأدب والنصيحة والحرص على أخوة الدين مما أدى إلى كثرة الخلاف والفرقة بين الجماعات، وظهور التباغض بينهم والتدابر وجرح بعضهم بعضا وهذا كله خلاف ما عليه السلف من الصحابة والتابعين.
ولذلك فإننا ننصحك بعدة أمور:
1- طلب العلم النافع على أهله من العلماء المتمكنين الحريصين على تعليمه وبذله مع حرص على جمع الكلمة والبعد عن مواطن الفتنة.
2- وعليك ألا تخوض في أعراض إخوانك المؤمنين مقلدا في ذلك لجماعة أو طريقة شيخ بل عليك اتباع الأدب الذي كان عليه سلف الأمة.
3- كما أننا ننصحك بمطالعة فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث في المملكة السعودية، وفتاوى ابن باز في الجماعات وهي موجودة ضمن فتاواه، فقد وضحوا كثيرا من الخلاف ودعوا إلى لم الصف ونبذ الفرقة.
4- كما ننصح بالتعاون مع الجميع في الحق وترك ما نص العلماء على أنه باطل في أي جماعة كان.
وراجع الفتوى رقم: 4402.
والله أعلم.