السؤال
اشترى خالي -رحمة الله عليه- قطعة أرض من شركة، وقام ببناء غرفتين ومطبخ وحمام، وترك بقية الأرض مساحة شاغرة محاطة بسور، وبعد وفاته أقامت بها جدتي وخالتي مدة 7 سنوات؛ لأنه لم يكن متزوجًا، وبعد وفاة جدتي منذ أكثر من سنة عرض المنزل للبيع؛ ليتم تقسيم ثمنه حسب الشرع على الورثة، وبعد مزايدات متعددة من الراغبين في الشراء استقر السعر على 17500 دولار؛ نظرًا لموقع المنزل، ومساحته، وعند الذهاب لإتمام إجراءات البيع، فوجئوا بالآتي:
أ. يتوجب عليهم إحضار وثيقة رفع يد من الشركة التي باعت الأرض.
ب. وعند ذهابهم للحصول على هذه الوثيقة، تبين أنه لا يتم تسليمها إلا إذا كانت مساحة الأرض قد بنيت بالكامل حسب تصميم المهندس، وهذا ما لم يحدث -كما ذكرت أعلاه-، وهذا شرط موجود ضمن بنود العقد، ولا أحد يعلم إن كان خالي يعلم بهذا الشرط وتجاهله أم إنه لم يفهم شروط العقد جيدًا.
ت. هذا الشرط يقضي بمعاينة الشركة للأرض، وإذا تم بناؤها بالكامل، فتقوم بنقل الملكية، ورفع يدها عن الأرض، وإتمام البيع بصفة نهائية للمشتري، وهذا ما لم يقم به خالي.
وسيتم الآن نفس الإجراء، وبما أنه لم تتم بناء قطعة الأرض بالكامل، فالشركة ستقوم بتقييم المساحة المبنية، والمساحة الشاغرة، ودفع القيمة للورثة، وتقوم باسترداد المنزل، ولن يكون المبلغ كالسعر الذي حصلوا عليه.
ث. هم الآن لن يستطيعوا بيع المنزل بأنفسهم، والحصول على المبلغ المذكور إلا بصيغة واحدة، وهي دفع مبلغ معين لشخص، أو عدة أشخاص (لا أعلم)، وعند المعاينة يوضع أنه تم بناء المنزل بالكامل حسب شروط العقد؛ ومن ثم يحصلون على الوثيقة، ويقومون ببيع المنزل، حسب ما يناسبهم.
ج. وبما أن أمي من الورثة، فهي تسأل الأسئلة الآتية:
1. ما حكم هذا المال الذي سيتم دفعه؟
2. إذا كان رشوة، فهي بالتأكيد سترفض، ولكن أخوالي -وخصوصًا خالي الكبير-، لن يقتنع بذلك، وسيمضي قدمًا في ذلك، وقد صرح مسبقًا أنه لن يترك المنزل يضيع بأبخس الأثمان لمجرد أن هذا يعد رشوة، فما هو وضع أمي؟ وما الذي يتوجب عليها فعله؟
3. كيف ستعرف حصتها الحقيقية التي كانت ستحصل عليها لو تم الأمر بالصيغة القانونية المذكورة أعلاه؟ وكيف تحصل عليها؟
4. إذا لم تقم أمي بدفع المال، وقام خالي وحده بالدفع، فهل لها أن تأخذ نصيبها غير آثمة؛ رغم علمها بالوضع؟
5. إذا كان الوضع إجمالًا لا يجوز، فهل تأخذ نصيبها بعد البيع، وتتصدق به؟
6. هل تأخذ منه المبلغ الذي يغلب على ظنها أنه نصيبها من المبلغ القانوني، وتتصدق بالباقي؟ أم تتنازل عن نصيبها كليًّا؟
أرجو من فضيلتكم إجابتي إجابة مفصلة؛ حسب ترتيب الأسئلة؛ حتى لا يلتبس علينا الأمر، فنحن نتحرى الحلال، كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونرجو من فضيلتكم مساعدتنا، خصوصًا أن أمي كانت تنوي القيام بعمرة من نصيبها لو تم البيع منذ البداية، دون ظهور هذه الإشكالات.