السؤال
ماهو الفرق في معني الكلمتين يفعلون ويعملون التي ترد في القرآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على من تعرض لذكر الفرق بين كلمتي يفعلون ويعملون من المفسرين، رغم كونهما وردتا في سياقات متشابهة مما يدل على أنهما بمعنى واحد. قال الله تعالى: وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [هود: 36].
وقال جل من قائل: وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. [يوسف: 69].
وإذا عدنا إلى معاجم اللغة وجدنا أن العمل أخص من الفعل. فالعمل في اللغة هو: كل فعل وقع بقصد، وهو أخص من الفعل؛ لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها الفعل من غير قصد، فليس كل فعل عملا ولكن كل عمل فعل.
قال أبو هلال العسكري: والفرق بين الفعل والعمل: أن العمل إيجاد الأثر في الشيء، يقال: فلان يعمل الطين خزفا ويعمل الخوص زنبيلا والأديم سقاء. ولا يقال: يفعل ذلك؛ لأن فعل الشيء عبارة عما وجد في حال كان قبلها مقدورا، سواء كان عن سبب أو لا؛ لأن الفعل قد ينسب إلي الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد وقد ينسب إلي الجمادات، والعمل قلما ينسب إلي ذلك ولم يستعمل العمل في الحيوانات إلا في قولهم: البقر العوامل... اهـ من كتاب المفردات، مادة عمل. ص: 351.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني