السؤال
أود الاستفسار عن قلب الرحم.. فأنا امرأة أبلغ من العمر 38 عاما.. ولي من الذرية 10 ولله الحمد.. والآن أنا حامل بالثاني عشر حيث إني سبق وأن أسقط أحد الأجنة.. في هذا الحمل تكبدت من المشقة والصعاب الكثير.. فقد كنت حاملا بتوأم وفقدت أحد الأجنة وكذلك فقد دخلت المستشفى لعدة أيام بسبب مشاكل في التنفس وتعب جسمي كبير.. فحالتي الصحية ليست جيدة وأعاني من نقص دم وصعوبة في التنفس... مع العلم بأن مرات الحمل الأربعة الأخيرة كانت صعبة ومجهدة... وهذا الحمل متعسر فالجنين ليس بالاستدارة الصحيحة، والطبيبة المشرفة على علاجي تصر على إجراء عملية ولادة وقلب كون حالتي الصحية متدهورة من كثرة الحمل والولادة المتكررة.... فهل يرخص لي القلب من ناحية شرعية ودينية، فأفيدوني أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكثرة ما أنجبته المرأة من الذرية لا يبيح لها التسبب في قطع النسل، والذي عليه أهل العلم في موضوع قلب الرحم، أنه إذا كان يؤدي إلى قطع النسل بالكلية أنه لا يجوز إلا أن يكون هناك ضرر محقق سيلحق المرأة إذا لم تفعله، وتعين ذلك وسيلة لتجنب الضرر المذكور، ولك أن تراجعي في هذا الفتوى رقم: 32635.
وليس من شك في أن ما ذكرت أن الحمل يسببه لك من مشقة وصعاب ومشاكل في التنفس وتعب جسمي، وما تعانين منه من نقص الدم وأن حالات الحمل الأربع الأخيرة كانت صعبة ومجهدة... وما ذكرته من تدهور في حالتك الصحية... كلها أمور تفيد أن الحمل صار يضر بك إضراراً كبيراً.
وبناء على جميع ما ذكرناه نقول إنه إذا أمكن حل ما تعانين منه بأية وسيلة لا تقطع النسل بالكلية فإن ذلك يكون هو المتعين في حقك، وإن لم توجد وسيلة غير قلب الرحم أو ما في معناه مما يقطع النسل بالكلية فإننا لا نرى عليك حرجاً في فعل ذلك، فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}.
والله أعلم.