ظلم أهل الزوج للزوجة ودفاع زوجها عنها
2010-06-09 09:32:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت ولكن يقوم أهلي بالكلام عن زوجتي بما يضايقني، فأغضب وأدافع عنها، ودائماً ما ينتهي الأمر بغضب أهلي مني، وأني أصبحت عاقا لهم، أنا لا أطيق هذا، فما الحل؟ فهي زوجتي ومن واجبي الدفاع عنها، وأنا أغضب لها، وهؤلاء أهلي ولكنهم دوماً يعيشون في الأوهام والتخيلات.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحن نشكر لك وفاءك لزوجتك، وحرصك على أن لا يسيء إليها أحد، وكلام الأهل في زوجتك والإساءة إليها لا شك أنه موقف خاطئ منهم، فهي مسلمة أولاً وأصبحت قريبة لهم، فما كان ينبغي لهم أبداً أن يقفوا منها هذا الموقف، ولكننا ننصحك بالرفق في معالجة الأمور، فإن (الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه)، وبالرفق ستصل أيها الحبيب إلى نتائج جيدة لن تصل إليها إذا عالجت الموضوع بالغضب والانفعال، ونحن نوصيك باتباع التدابير الآتية:
1- تجنب إغضاب والديك إذا دافعت عن زوجتك، فإذا سمعت منهما إساءة في حقها فلا بأس بأن تنصحهما برفق بتجنب هذا، وأنه قد يكون ظلماً لهذه المرأة فيقعان في الإثم، والظلم ظلمات يوم القيامة، فإذا رأيت الغضب من والديك أو من أحدهما فاسكت، فإن إغضابك لهما منكر أكبر من المنكر الذي يفعلانه، فتنبه لهذا الأمر جيداً، وحينها لا يجب عليك الدفاع عن زوجتك كما تتوهم، فإن ظلموها فهم سيتحملون عاقبة ظلمهم.
2- حاول أن تسكن زوجتك في منزل خاص بها، بعيداً عن باقي أسرتك، حتى تقلل من الأسباب الداعية إلى الخلاف.
3- شجع زوجتك على الإحسان إلى أهلك، وإن وجدت منهم إساءة، ذكرها بثواب المحسن، وأن الله تعالى أخبر بأن هذا خير وسيلة للقضاء على العداوة والشحناء، فقال سبحانه: (( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))[فصلت:34].
4- حاول التأثير على أهلك بطرق غير مباشرة، كأن تطلب من الأشخاص الذين لهم تأثير عليهم أن ينصحوهم، وإن استطعت أن تسمعهم بعض المواعظ التي فيها التحذير من الظلم وبيان عواقبه، ويستحسن أن لا يكون ذلك بطريق مباشرة بحيث يفهمون بأنهم المقصودون بهذه المواعظ، فهذا قد يؤدي بهم إلى رفض السماع، ولكن تحيَّل عليهم بما تستطيع وتراه مناسباً.
5- اجتهد في دعاء الله تعالى أن يُحبب زوجتك إلى والديك ويصلح بينهم، فهو سبحانه على كل شيء قدير، يسر الله لك الأمر ووفقك للخير، وألف بين قلوبكم وأصلح ذات بينكم.