طفلتي تخاف من الظلام ومن سماع صوت المطر
2009-05-15 20:00:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنتي عمرها ثلاث سنوات، تخاف من الظلام ومن الأماكن الخالية من الناس، وما يزعجني أكثر هو خوفها من صوت المطر والرياح؛ إذ أنها تستيقظ على صوته في منتصف الليل وتبكي وترتجف خوفاً، وتطلب النوم معي أنا ووالدها في سريرنا، فكيف أستطيع تهدئة خوفها ومحوه من المطر والرياح؟ وكيف أتصرف حين طلبها النوم معنا في الفراش؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخوف لدى الأطفال هو أمر طبيعي، ونحن نعتبره جزءاً مما يسمى بالتطور الارتقائي للطفل، أي أن الخوف من المفزعات كالرياح والمطر والظلام والحيوانات في هذه الفترة يعتبر أمراً طبيعياً، ولكن هذا الخوف ربما يدعم عن طريق خبرات وتجارب سالبة مرت بها الطفلة، مثلاً قد تكون الطفلة حين نزل المطر لأول مرة لم تطمئن بل على العكس ربما يكون أحد الكبار تفاعل سلبياً مع المطر أو مع الريح وظهر عليه عدم ارتياحه وهكذا، ومن ثم اكتسبت هذه الطفلة هذه السلبية هذا هو الراجح.
والمخاوف لدى الأطفال تنتهي تلقائياً وذلك بتجاهلها هذا مبدأ علمي نفسي معروف، وأنا أقول لك: حاولي أن تتجاهلي المخاوف قدر المستطاع، هنالك منهج آخر وهو منهج جيد وفعال وهو أن تشرح للطفلة بلغة مبسطة حول المطر وحول الرياح، وأؤكد لك أن الأطفال لهم درجة عالية من الاستيعاب.
نحن نعتقد أن الطفل لا يستوعب مثل ما يستوعب الكبار هذا ليس صحيحاً، والطفل لديه مقدرات، نعم هي مقدرات ذات طبيعة معينة حسب المرحلة العمرية ولكن يفهم، اشرحي لها أن المطر وبصورة بسيطة ويمكنك ببعض الألعاب أو ببعض الرسومات التي تصور كيفية نزول المطر أو يمكنك القيام بدور صب قطرات من الماء من مرتفع على سبيل المثال في المنزل وشبهي لها ذلك بالمطر، وحين يبدأ المطر في النزول مثلاً أو تكون هناك رياح وتكون أنت ومن حولها قوموا باستقبال هذا المطر أو الرياح ببشاشة وتصفيق وابتهاج، هذا إن شاء الله يجعلها أن الذي يحدث هو أمر مطمئن هذا هو الذي أنصح به، هذا هو الذي أرجوه حين تأتي وتبكي ليلاً يجب أن يتم تجاهل هذا البكاء. قد تستغربي من هذه النصيحة ولكن هي النصيحة الأفضل. أنت إذا قمت باحتضانها وطمأنتها فإنك تكافئين المسلك السلبي، وهذا ليس أمراً طيباً، وأنا أعرف أنك أم ولديك عواطف لا تسمح لك بتجاهل ابنتك ولكن هذا هو الصحيح وهذا هو المفترض.
وهذه الأمور وهذا النوع من الخبرات السلبية تنتهي تدريجياً إن شاء الله، وهناك إرشادات عامة ننصح بها دائماً وهي أن تتيحي للطفلة الفرصة لتبني شخصيتها وذلك باللعب والتواصل مع الأطفال في عمرها الاستفادة من الألعاب خاصة الألعاب ذات المكونات التعليمية هذا يفيد الطفل كثيراً لأنه يتطور نفسه.
حاولي أن تعوديها النوم في سريرها هذا أيضاً أمر جيد، لا تجعليها كثيرة الالتصاق بك، هذا أيضاً يساعد في تنمية الطفل وفي بناء شخصيته وتطور من مهارته حسب عمره، وهذا الذي أنصح به، وأوكد لك أن هذه الظواهر مؤقتة ومحدودة وتنتهي تلقائياً، فقط أنصحك بأن لا تدعمي السلوك السلبي وذلك بالانفعال ومحاولة طمئنتها بأكثر مما يجب هذا يؤدي إلى تدعيم الخبرة السلبية.
وختاماً نشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يحفظ لك ابنتك وأن يجعلها من الصالحات الناجحات، وبالله التوفيق والسداد.