الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن استعمال الـ(Elocom) على الوجه يُعتبر قوياً، ولكن التأثير الجانبي ليس سرّاً بل يمكن رؤيته دون إجراء تحاليل، وهو يشمل ضمور البشرة وزيادة نمو الشعر، وظهور توسعات وعائية صغيرة، وإن عدم ظهور هذه التغيرات والتي قد يكون بعضها دائماً يدل على انتهاء تأثيره، ولا حاجة للقلق ويجب أن لا تستعملوه من الآن وكفى، ولا يعني ذلك عدم التفكير بالسبب أو التشخيص أو العلاج، بل نلفت انتباهكم إلى ما يلي:
إن الحكة والاحمرار يدلان على التهاب الجلد والذي قد يكون أكزيمائياً تحسسياً أو التهاب جلد دهني، فأما الالتهاب الأكزيمائي التحسسي فغالباً ما يكون تالياً لسبب خارجي مع وجود القابلية الشخصية، وحاكاً ومحمراً ونازاً في المرحلة الأولى، ثم تقل الحكة والاحمرار والنز، ويزداد التوسف مع الزمن، وينتهي بوجود التحزز والتسمك، ولكن قد تستمر إحدى هذه المراحل لمدةٍ غير محددة حسب المؤثر الخارجي، وغالباً ما يرسم شكل السبب الخارجي مثل موضع الدهان أو التماس.
العلاج غالباً بالابتعاد عن السبب، ثم باستعمال الكريمات الكورتيزونية، ولكن تحت إشراف طبيب ولمدة محدودة، ويجب التأكيد مرةً أخرى على العلاج السببي، أي معرفة السبب وتجنبه.
أما التهاب الجلد الدهني فإن وجود كمية من الدهون في الرأس والحواجب وأعلى الوجه يشير، ويوحي بوجود ما يسمى بالتهاب الجلد الدهني، والذي يصيب المناطق الدهنية في الجسم، خاصةً جلدة الرأس والحاجبين والحافة الجانبية لالتقاء الأنف بالخدين، وأحياناً منتصف الصدر أو منتصف الظهر، كما أنه يظهر على شكل مساحات من الجلد الأحمر تغطيه طبقة من الإفرازات الدهنية اللزجة والتي تختلف شدتها من مريض لآخر، وأحياناً تكون هذه القشور جافة ومتفتتة، أي على شكل بودرة ناعمة صغيرة، هي ما يسميها الناس بالقشرة.
لقد كان يعتقد أن الغدد الدهنية تفرز كثيراً، فيحدث هذا الالتهاب، ولكن تبين أن هناك كائناً صغيراً يسمى (بيتروسبورام أوفال) هو السبب في إحداث هذه التظاهرة، والتي تؤدي لزيادة نشاط الغدد الدهنية، مما يؤدي إلى التهاب الجلد بسبب تراكم المفرزات عليه، ولذلك فإن القشرة الخاصة بالتهاب الجلد الدهني معدية، وقد تنتقل باستعمال مشط المريض.
أما النصائح العلاجية لالتهاب الجلد الدهني فهي تندرج وفق ما يلي:
- (هام) استعمال شامبو نيزورال (Nizoral) مرتين أسبوعياً لمدة شهر، ثم مرة أسبوعياً لمدة شهر، ثم مرة كل أسبوعين عند اللزوم.
- (هام) ينبغي أن يبقى الشامبو على الرأس لمدة كافية، وهي عشر دقائق عند كل غسل.
- لا مانع من استعمال الشامبو الذي ترتاحون له يومياً، أو قبل النيزورال، أو بين غسلتين من غسلات النيزورال.
- (هام) قد يفيد استعمال زيت الزيتون الطبيعي، وذلك بتطبيقه بكميه قليلة على المواضع الدهنية، ثم يدهن بلطف ليمتص الشحوم والدهون والقشرة السميكة، ولكن يجب عدم إبقائه على الرأس لأكثر من عشر دقائق بعد الدهن، بل يجب الإسراع إلى غسله بالشامبو المذكور أعلاه.
- (هام) لا مانع من استعمال بعض مضادات الالتهاب الموضعي إن كان هناك تهيج جديد في الجلد؛ وذلك لتخفيف الشعور بالإزعاج، مثل موميتازون لوشن (Mometasone)، والمسمى إليكوم لوشن، مرة عند اللزوم وبأقل كمية ممكنة، وننصح باستعماله بعد الاستحمام بساعة على الأقل، حتى لا يؤدي الماء الموجود على الشعر إلى تمديد الدواء المدهون.
- ننصح بأخذ فيتامين (ب) المركب؛ لأنه قد يساعد على تنظيم الإفراز الدهني، وإن كانت الحكة شديدة فقد يفيد استعمال مضادات الهيستامين كلما دعت الحاجة إليها، ولكن ليس أكثر من مرة يومياً، ومن مضادات الهيستامين ما يلي: (الكلاريتين 10 مغ أو الزيرتيك 10 مغ، أو الأورياس 5 مغ، أو الزيزال 5 مغ، أو التلفاست 120 مغ، أو 180 مغ، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ)، وأياً من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت.
- الحكة وتقشير الجلد ونتف القشور والدهون قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وتقيح الجلد فتتفاقم الأزمة.
- (هام) في الحالات الشديدة والمعقدة والتي لا تستجيب لأي مما ذكرنا، وبعد تأكيد التشخيص بأنها التهاب جلد دهني وليس صدفية، قد يفيد الروأكيوتين بدورة علاجية كالتي تعطى لحب الشباب الكيسي المعقد، وقد جربناه وأفاد في حالات شديدة، ولمزيد من المعلومات عن الروأكيوتين راجع الاستشارات ذوات الأرقام: (
18106،
18402،
236317) ففيها تفصيلات هامة عن الروأكيوتين، ولا ننصح بأخذه أو التفكير به قبل تأكيد التشخيص، كما يجب أخذه تحت إشراف طبيب أمراض جلدية فقط.
ومع أن ما ذكرناه متعلق بالتهاب الجلد الدهني على الرأس -وليس على الوجه- إلا أن الكلام شبه متطابق، فإن علاج التهاب الجلد الدهني هو دهن الزيت قبيل الاستحمام ثم الغسل بالماء والشامبو المناسب، ونرجح ما ذكرناه أعلاه، مع غسل المشط والفرشاة لمنع تكرر العدوى منهما، وأخذ مضادات الحكة والفيتامينات، واستعمال اللوشن الكورتيزوني لتخفيف حدة المرحلة الالتهابية الحادة.
ختاماً: فإن الحالة إن لم تنطبق على أي مما ذكرناه، فإنه يصبح لزاماً أن تراجعوا طبيباً مختصاً بالأمراض الجلدية (وليس طبيباً عاماً) وذلك لوضع التشخيص أولاً ثم لوضع خطة العلاج.
والله الموفق.