الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس هناك من ضرر إذا تفاوت لون الجلد بين المواضع التشريحية المختلفة، فليس كل لون الجلد واحد عند كل الناس، بل هناك تفاوت طبيعي بين موضع وآخر، وتغيرات لون الجلد المرضية كثيرة ولها أسباب، وبمعرفة السبب يطمئن صاحب العلاقة، ويكون العلاج أكثر فاعلية، خاصة إن تم اجتناب السبب.
أما فيما يتعلق بسؤالك خصوصا، وسنفترض أنك متزوج لكثرة احتمال هذه الشكوى عند المتزوجين، ولأنك لم تذكر فيما إن كنت متزوجا أم لا.
هذه المنطقة الحساسة وهي منطقة القضيب والعانة، وقد يضاف لها أعلى الفخذين، وسميت بالحساسة لأنها تتأثر بسرعة بالمؤثرات الخارجية، ولأنها لها وضع حساس من الناحية الوظائفية والعائلية، وأغلب ما يصيب هذه المنطقة هو الالتهابات الخارجية، والتي إما أن تكون فطرية أو خمائرية أو بالتماس أو تحسسا لتناول دواء داخلي.
وأما الفطريات أو الخمائر، فأولاً الخمائر: فمن الأسباب لذلك الرطوبة الموضعية والتعطين، وأحياناً وجود مرض السكر، وقد يكون عدوى من الزوجة الحامل التي تكثر احتمالات إصابتها بالكانديدا (الخمائر ) بسبب الحمل، خاصة إن ترافق بالسكر الحملي.
إن التحسن على استعمال مضادات الفطريات يؤكد التشخيص، ولكن وجود بقايا بقع يدل على ما يسمى التبدلات التالية للالتهاب وليس لها قيمة، وتزول مع الزمن ما لم تتكرر العدوى.
ولتلافيها أبحث عن السبب وحسن المناعة لكل منكما (أنت والزوجة) واغسل الموضع بانتظام بـ(سياتل) أو (سيباميد ليكويد كلينزر) مع التجفيف بدون عنف، وعالج الزوجة لو كانت مهيئة للعدوى كما ذكرنا، واستعمل الدواء عند اللزوم ولفترة أطول، وتجنب إبقاء الموضع في رطوبة لفترات طويلة، ولو أن هذا السبب غير محتمل في مثل عمرك.
ثانياً الفطريات: يرجى مراجعة الاستشارة رقم (
235516) لمناقشة الفطريات في المنطقة ما حول التناسلية، كما يرجى مراجعة الاستشارة رقم (
235106) وذلك لتشابه السؤال أو عناصر الإجابة أو بعضا من فقراتها.
ومن باب التوسع يرجى مراجعة الاستشارة رقم (
264901) والتي تناقش احمرار على الذكر أو العضو التناسلي الذكري، والتي تتضمن جزءا من الإجابة السابقة، وكذلك يرجى مراجعة الاستشارة رقم (
251078) والتي تناقش الفطريات أو التينيا بين الفخذين، علماً أن احمرار الذكر غالباً ما يتلوه اسوداد وتصبغ، وينبغي لذلك أخذ قصة مفصلة ومعرفة مسيرة هذا التصبغ.
ونود أن نؤكد على أن الفطريات معدية، فإن كنت متزوجا ولم تصب زوجتك بعدوى الفطريات فهذا ينفي -ولو احتمالا جزئيا- الإصابة الفطرية.
وأما الأكزيما فهي مرض تحسسي حاك، يتميز بوجود الاحمرار والنز في المرحلة الحادة، ويتعلق أو يستثار بالمحرضات الخارجية بوجود القابلية الداخلية في الجسم للتحرض بذلك المحرض الخارجي، ويجب الانتباه إلى نوع اللباس، وأن يكون قطنيا صافيا أبيض ناعما، وأن يتم تجنب المواد المنظفة العنيفة والقوية، وألا يُفرِط المريض في الوسوسة والتنظيف.
ومن العلاجات الفعالة في هذا المرض استعمال الكريمات الكورتيزونية، ويفضل أن تكون ثنائية المفعول، بوجود مضادات الفطريات أو الخمائر، خاصة في هذا الموضع التشريحي، وذلك لأنه عرضة لهذه التقيحات الثانوية والمضاعفات، ومن هذه الكريمات (كريم لوكاكورتين فيوفورم) أو كريم (ترافوكورت) ولكن على أن يكون استعمالها محدداً ولمدة محددة إلى أنت يتم التعرف على السبب وتجنبه، ويفضل أن يكون الاستعمال بوصفة طبيب وتحت إشرافه، حتى لا يساء استخدام الدواء.
هناك بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي يمكن لها أن تحدث تحسسا أو تصبغا في المنطقة التناسلية، ومن أشهرها مركبات السولفا (للتحسس الذي قد يتلوه تصبغ) أو مشتقات التتراسايكلين (للتصبغ).
ومن أهم فقرات الجواب ملاحظة ما يلي (وهي أسباب الالتهاب وما يتلوه من تصبغ) التماس مع مواد التنظيف وكثرة الوسواس في التنظيف واستعمال المواد الكيمياوية القوية.
استعمال المواد المزلقة على اختلاف أنواعها واختلاف درجات تفاعل الناس معها.
استعمال مواد العزل على اختلافها وخاصة الواقي المطاطي.
استعمال الأدوية الموضعية على اختلافها.
استعمال الألبسة الداخلية الملونة والنايلون.
خضوع هذه المنطقة للاحتكاك أو الرضوض لأي سبب.
وبشكل عام، يمكن أن يزول التصبغ مع الزمن بزوال السبب، ويمكن استعمال أحد الكريمات المبيضة التالية: (بيوديرما وايت أوبجيكتيف ولكنه يبيض المسمر ولا يبيض الطبيعي، فيدينغ لوشن لشركة غلايتون، ديبيغمنتين، ديرما لايت، مستحضرات ريكسول للتبييض، وكريم سويا يونيفاي، الدوكين والدوباك لكل منهما 2%).
مع معرفة أنها قد تحدث التهاباً خفيفا متوافتا حسب المادة وحسب المريض وتحمله، ولذلك يفضل استعمالها على مساحة صغيرة اختبارية لعدة أيام، فإن تم التحمل والتحسن نعممها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن إزالة التصبغ قد تحتاج شهورا وليس أياماً قلائل.
والخلاصة أنه يجب البحث عن السبب من خلال التوسعات الواردة أعلاه، واجتنابه
بزوال السبب قد تزول التصبغات من ذاتها، ويمكن للكريمات المبيضة أن تسرع، ولكن يمكن لها أن تحدث عدم تحمل أو التهابات.
والله الموفق.