قبول الفتاة بالشاب زوجاً لها بعد معرفته عن طريق النت
2009-01-07 08:51:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعرفت قبل شهرين على شاب عن طريق الإنترنت، وكنا دائماً نتكلم عن مواضيع عديدة، وكل منا يطرح رأيه وأفكاره بطريقة راقية ومحترمة، وفي يوم من الأيام صارحني بإعجابه بي، وأنه ينوي خطبتي، وقد رأيت صورته ورأى صورتي.
علماً بأنه صادق جداً معي، ومن نفس بلدي، وقد وعدني بخطبتي في الصيف، فهل أنا مذنبة فيما فعلته؟ وما رأيكم في الزواج عن طريق الإنترنت؟!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما حصل بينكما لا يخلو من الخطأ، وتصحيح كل ذلك يكون بالتوبة النصوح، ولا مانع من أن يطرق باب أهلك، مع ضرورة أن تكتموا ما حصل عن الناس بعد أن تتوبوا لرب الناس.
ومن مصلحتك قطع هذه العلاقة حتى توضع في إطارها الصحيح، وعند ذلك سوف يتضح لك صدقه، ولذلك فنحن ننصح كل فتاة تشعر بميل شاب إليها بضرورة أن تطالبه بالاتصال بأهلها، وهذا الأمر يزيد من قيمة الفتاة عند أهلها وعند خاطبها، والأهم من ذلك أنه أرضى لربها.
وأرجو أن تعلم بناتنا الفضليات أن الإسلام كرم الفتاة المسلمة، فجعلها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، بحيث لا يستطيع الرجال الوصول إلى الفتاة المسلمة إلا بطرق الباب، وتقديم كلمات الثناء العاطر، وقد يضطر إلى إدخال الوساطات، لكن طائفة من فتياتنا رفضن هذا التكريم، وأخذن في الجري وراء الشباب.
والرجل عموماً يجري خلف الفتاة التي تتمنع وتعتز بعد الله بحيائها وحجابها، ويهرب من الفتاة التي تقدم التنازلات، وقد يضحك معها ويثني على ذوقها وجمالها، ولكنه لا يرضاها أمّاً لعياله، ولا يقبل بها مؤتمنة على داره.
وأما بالنسبة للزواج عن طريق الإنترنت فنحن لا نؤيده؛ لأنه لا يعطي إلا جزءاً يسيراً من الحقيقة، ولأن الكلام الجميل العذب يجيده كثير من الشباب، ولكن ما أكثر الذئاب، كما أن المعرفة عن طريق الإنترنت تدل على إعاقة اجتماعية؛ لأن من يبحث في الإنترنت لم يجد في أهله ولا في جيرانه، وربما ولا في بلده فتاة تناسبه، وفي هذه الحالة يصعب على كل عاقل أن يصدق أن كل من حوله غير مناسبين له، بالإضافة إلى أن معرفة الإنترنت معصية تطارد أصحابها حتى ولو حصل الزواج، والشيطان الذي جمعهم على المخالفة هو الشيطان الذي سوف يأتي ليغرس الشكوك حتى يهدم البيت.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأرجو أن توقفي العلاقة حتى يحصل التصحيح للأوضاع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.