ضعف القدرة على الحديث والتعبير عن الذات وإمكانية الحل
2008-11-13 07:15:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أواجه مشكلة بأن عندي أفكاراً والكثير من النقاشات، وأغلب الأحيان أكون قد حضرت نفسي للكلام ولكن لا أستطيع أن أعبر عما بداخلي سوى بنسبة 30 أو 40 % من الموضوع الذي ببالي.
فما الحل برأيكم أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فأعتقد أن مشكلتك ليست مشكلة معقدة، واعلم أولاً أن الشيء الغالب أن معظم الناس لا يستطيعون التعبير عن ذاتهم لأنهم يفتقدون المعلومات الكافية، وبعض الناس يكون أيضاً تصورهم وتقييمهم لأنفسهم سلبياً جدّاً، فربما يكون لديك شيء من هذا التقييم السلبي حيال نفسك، فأرجو أن تعيد تقييم ذاتك وأن تتعامل مع ذاتك بصورة أكثر إيجابية، فقل لنفسك: (لماذا أنا أخاف، أنا الحمد لله أمتلك المعلومة، ولديَّ القدرة، فما الذي يمنعني إذن من أن أناقش الآخرين وأن أطور مهاراتي الاجتماعية وأن أنظر إلى الناس في وجوههم وأستعمل اللغة الحركية مع اللغة اللفظية بصورة صحيحة).
فلا بد أن تحاور نفسك هذا الحوار الإيجابي وهو نوع من تطوير الذات وضبط الذات وإعادة تقييم الذات بصورة إيجابية.
ثانياً: نصيحتي لك هي أن تستفيد من جهاز التسجيل، أن تتصور نفسك أنك في أحد هذه النقاشات أو أنك تلقي محاضرة أو عرضا ما.
وتقوم بتسجيل فحوى ومحتوى ما سوف تقوله، وبعد ذلك قم بالاستماع إلى ما قمت بتسجيله، هذا التمرين من التمارين الجيدة والتمارين الممتازة جدّاً والتي إن طبقتها بجدية بصورة صحيحة سوف تجد أنها تفيدك كثيراً.
ثالثاً: يوجد ما يعرف بـ (سيكودراما Psychodrama) أو (الدراما النفسية)، وهو نوع من العلاج النفسي يقوم فيه الإنسان بلعب الدور الذي يرى أنه ضعيف فيه، أي يلعب دوره كأنه في مسرحية أو في تمثيلية، وهذا بالطبع يحتاج أن تستعين ببعض أصدقائك أو بأهل بيتك، فيمكنك أن تجمعهم وأن تقوم أنت بلعب دور المحاضر أو الذي يقود النقاش، فهذا من أفضل أنواع العلاج، ونحن حقيقة نمارسه في بعض الأحيان فيما يعرف بالعلاج النفسي الجماعي، فكن حريصاً على ذلك.
رابعاً: الانتساب والانخراط في الجمعيات الخيرية والجمعيات الاجتماعية التي تقوم بالأعمال الخيرية وأعمال البر، هذا حقيقة يقوي تماماً من مقدرات الإنسان التخاطبية ويجعل حضوره الاجتماعي واضحاً ويعطيه الثقة في نفسه. فهذا أيضاً من الأساليب التي أنصحك بها كثيراً، وأرجو أن يسهل الله لك أمر الانضمام إلى إحدى هذه الجمعيات.
خامساً: لا مانع من أن تتخذ أحد الخطباء المفوهين - أو أحد المحاضرين - قدوة وحاول أن تنتهج نفس منهجه، وهنا يمكنك أن تقوم باستعمال جهاز التسجيل أيضاً حين تقلد أو تنتهج منهجاً لنفس هذا المتحدث أو الخطيب أو المحاضر، هذا أيضاً وجد أنه خيار جيداً.
إذن هنالك تمارين وطرق كثيرة جدّاً وكلها بسيطة، ولكنها تحتاج إلى التطبيق وهي عملية جدّاً.
سادساً: سيكون من الجميل جدّاً بالنسبة لك أن تشارك في حلقات تلاوة القرآن، فإنه يعرف أنها تحسن مخارج الحروف وتعطي الشجاعة والقدرة على المواجهة، فكن حريصاً على ذلك.
سابعاً: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، فحاول أن تمارس هذه التمارين، وهنالك تمارين للتنفس المتدرج، في هذه التمارين يمكنك أن تستلقي في غرفة – في مكان هادئ – وتتأمل في شيء طيب وسعيد حدث في حياتك، اغمض عينيك وافتح فمك قليلاً ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، وبعد ذلك أمسك على الهواء في صدرك لفترة قصيرة، ثم أخرج الهواء بكل بطء وبكل قوة عن طريق الفم، وكرر هذا التمرين عدة مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وهو - إن شاء الله تعالى – من التمارين الجيدة.
وتوجد أيضاً تمارين أخرى لاسترخاء العضلات، وأعتقد أنه من الأفضل أن تتحصل على أحد الكتيبات أو الأشرطة الموجودة في المكتبات والتي توضح كيفية القيام بهذه التمارين.
ثامناً: أنصحك بتناول أحد الأدوية البسيطة التي تزيل القلق والتوتر المتعلق بالخطابة وإجراء الحوارات والنقاشات، وهذا العقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، فأرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة (خمسين مليجراماً) لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تناول الدواء بمعدل حبة واحدة كل يومين لمدة عشرين يوماً، ثم تناوله بمعدل حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، وهو من الأدوية السليمة والبسيطة.
عليك أيضاً بالدعاء، فسل الله تعالى العافية وأن تكون مفوهاً، وأن يحل أي عقدة من لسانك، وأنا على ثقة تامة - بإذن الله تعالى – أنه بتطبيقك للإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك سوف تتخلص تماماً من هذه العلة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.