ضعف ذاكرة الطفل وعدم إدراكه لتصرفاته وعلاقة ذلك بالإصابة بالصرع
2008-11-04 07:22:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
ابني يبلغ الآن من العمر 13 عاماً، كان يصاب بإغماء وهو في الـ 3، وعند الـ 7 سنوات نصحنا طبيبه بعمل تخطيط للمخ، وكانت نتيجته وجود بؤرة صرعية، فتناول دبكين (150 ملجم) لعامين، وعندما وجدت عدم حدوث نوبات الإغماء أوقفت العلاج، لكنه الآن أقل تركيزا من قبل، ويقوم بأشياء لا يدركها كضرب إخوته لا إراديا، فهل هذا من أعراض ما أصابه؟ وكما أن ذاكرته أصبحت ضعيفة خاصة في حفظ القرآن مع أنه يحفظ بسرعة.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ المؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لابنك الشفاء والعافية.
من المفترض قطعاً أن يكتمل العلاج، أي أن يُعطى العلاج بجرعته الصحيحة ومدته المطلوبة في علاج البؤرات الصرعية، هذا هو المبدأ الطبي الصحيح والسليم.
أنت لم توضحي المدة الكاملة التي تناول الطفل خلالها الدواء، فمن المفترض ألا تقل عن سنتين بأي حال من الأحوال من آخر نوبة، وعموماً ربما يكون من المطلوب الآن هو إجراء تخطيط جديد للدماغ، ومع أن التخطيط لا يعتبر فحصاً دقيقاً ولكنه يعطي مؤشرات مهمة ومفيدة بالنسبة للطبيب لمعرفة إذا كان هنالك أي نوع من النشاط الصرعي الخفي، فهذا يحدث لدى بعض الأطفال، فليس من الضرورة أن يظهر الصرع في شكل انقباضات وإغماء ورجفة – وهكذا – فقد تكون هنالك نشاطات صرعية بسيطة لا ترقى لمستوى التأثير على العضلات، فأرجو مقابلة الطبيب وذلك من أجل عمل تخطيط للدماغ.
بالنسبة لاستيعاب الطفل وقلة إدراكه وأنه يقوم بضرب إخوته ولكنه غير مستوعب لذلك، أقول: هنالك عدة أشياء في هذا السياق:
أولاً: ربما تكون العلة الدماغية الموجودة أصلاً هي التي سببت الصرع، وفي نفس الوقت جعلت إدراك الطفل واستيعابه يكون أقل مما هو مطلوب، أي أن هنالك سبب ما - قد يكون قلة الأكسجين الذي أصاب خلايا المخ – وهذا قد يكون أدى إلى علتين: الصرع وفي نفس الوقت إلى ضعف الإدراك.
وهنالك نظرية أخرى أن النوبات الصرعية في حد ذاتها حين تتكرر قد تؤدي أيضاً إلى ضعف الإدراك، وهنالك نظرية ثالثة وهي: أن النشاط الصرعي قد اختفى في ظاهره ولكنه حقيقة يوجد في درجة أقل، لذا ذكرت لك ضرورة إجراء تخطيط للمخ حتى نتأكد إذا كان هنالك نشاط أم لا؟ وبالطبع إذا كان هنالك نشاط لابد أن يعطى الطفل العلاج.
لا شك أن الطفل يحتاج منك إلى رعاية خاصة، خاصة فيما يخص توجيهه، ولابد أن تلجئي دائماً إلى تحفيزه وإلى تشجيعه، وبالطبع يتطلب أن تكرري معه الدروس، وهؤلاء الأطفال أيضاً وجد أنه في المستقبل ربما يكون من الأفيد لهم الأعمال المهنية وليس الانخراط في الدراسات ذات الطابع الأكاديمي، فكثير منهم ينجح جدّاً في الأعمال المهنية، أي عمل مهني وأي عمل يدوي ينجح فيه هؤلاء الأطفال.
وأنا بالطبع لا أحتم ولا أقول لك من الآن يجب أن يبتعد الطفل عن الأكاديميات وعن الدراسات النظرية – وهكذا – لا أقول ذلك، ولكن فقط بهدف التوجيه وددت أن أوضح لك أن الأمل موجود - إن شاء الله تعالى – حتى وإن لم يفلح في الدراسات النظرية فإنه إذا وجد التدريب والتمرين وتطوير المهارات سوف يكون ممتازاً جدّاً في الأعمال المهنية اليدوية.
هنالك دراسات أيضاً تشير أن عقارا يعرف تجارياً باسم (نتروبيل Nootropil ) ويعرف علمياً باسم (برايسيتام Priacetam) ربما يحسن من تركيز الطفل ويجعله أكثر هدوءاً، فيمكن إعطاؤه هذا الدواء، وفي هذه الحالة يمكن أن يُعطى بجرعة خمسة CC صباحاً وخمسة CC مساءً.
هذا الدواء هو دواء بسيط ودواء سليم جدّاً وليس له آثار جانبية.
أرجع مرة أخرى لنقطة إجراء تخطيط للدماغ، فهذه أرجو عدم تجاهلها، وهو فحص بسيط جدّاً جدّاً، وهو بالطبع قد يتطلب الذهاب لمقابلة الطبيب.
أسأل الله له الشفاء والعافية وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.