الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aiman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد أسعدني حرصك على نصح والدك، وأفرحني خوفك عليه، ونسأل الله أن يسعدك بتوبته وعودته إلى لله، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك كل الخير ويسألون الله الهداية لوالدك.
ولا يخفى عليك أن قدوتك في هذا خليل الرحمن الذي كان في منتهى الشفقة والعطف والرحمة والحكمة والحرص والصبر عند دعوته لوالده، وقد قص القرآن ذلك في سورة مريم وتردد قوله: (( يَا أَبَتِ ))[مريم:43] (( يَا أَبَتِ ))[مريم:44] ثم تحمله عندما قسا عليه وقال: (( وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ))[مريم:46]، فكان رد الخليل (( سَلامٌ عَلَيْكَ ))[مريم:47]، وأرجو أن تقدم بين يدي نصح والدك جرعات من البر والإحسان واللطف، وأن تختار الأوقات الفاضلة والكلمات اللطيفة، وأن تبدأ بالثناء عليه والاعتراف بفضله، وتسلط الأضواء على الصفات الجميلة التي ميزه الله بها، فإن هذا يُعتبر مدخلاً حسناً وطريقاً جيداً إلى قلبه.
وإذا شعرت أن الوالد غضب فعليك أن تتوقف وتكرر المحاولات في وقتٍ آخر، واعلم أن شريعة الله تأمرك بالإحسان إليه في كل الأحوال، مع ضرورة الطاعة له إلا إذا أمرك بالعصيان قال تعالى: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ))[لقمان:15].
كما أرجو أن تطلب مساعدة من يحترمهم ويقدرهم من الأهل والمعارف، وحبذا لو وجدت من يزوره في وقت الصلاة، وحبذا لو عرضت عليه إخراج الزكاة لمن يحبهم من فقراء الأهل والجيران وذكره بفضل الكريم المنان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء للوالدين قبل دعوته إلى الله وبعد عرض الدعوة عليه، واعلم أن الهداية من الله وأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فكرر النصح له ولا تستعجل النتائج.
وعن كيفية التعامل مع الوالد يمكنك مراجعة هذه الاستشارات (
17789 -
237032 -
16075 -
3685).
ونسأل الله له الهداية ولك التوفيق.