أريد خطوات سلوكية وطبية للتخلص من ارتعاش الأطراف الناتجة عن الخوف من الحديث أمام الآخرين، ساعدوني.
2008-10-19 09:22:25 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من رعشة في يديّ، وتزداد عندما أحاول الإمساك بشيء أو عندما أقوم بمجهود، وأيضاً عندما أتوتر فإن جسمي كله يرتعش، وأيضاً عندما أحاول الجلوس ببطئ فإني أحس برجة في الرجلين، وتزداد الرعشة عندما أمسك بشيء في المختبر لشخص آخر أو هناك من ينظر إلي، وأيضاً أحس بزيادة في نبضات القلب، ورعشة عندما أقابل أصدقائي أو أحد أفراد أسرتي الغائبين، حتى أنني أتهرب من مقابلتهم خوفاً من ظهور هذه الأعراض، وأيضاً تظهر هذه الأعراض عندما يطلب مني التكلم أمام الطلاب.
علماً بأنني من الطلاب المتفوقين، حيث أنني طالب في كلية البيطرة، وعملي يتطلب مني أن أكون ثابتاً في عملي، علماً أني عندما أقوم بأي شيء دون أن يراقبني أحد فإني لا أحس بالرعشة أو تزايد في نبضات قلبي.
وقد سمعت أن هناك دواءً اسمه الأدرنال قد يساعدني في التخلص من هذه المشكلة التي أصبحت تسبب لي الإحراج، وتمنعني من الإبداع، علماً بأني كنت بطل حلبات الإلقاء عندما كنت في الابتدائية، ولا أعاني من هذه الأعراض، وقد بدأت معي بعد الابتدائية، وهي في تزايد.
أغيثوني أغاثكم الله، وهل أبدأ في استخدام الأدرنال أم ما الذي تنصحونني فيه؟
ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنالك عدة أسباب للرعشة، خاصة الرعشة حينما يقوم الإنسان بالإمساك لأي شيء أو القيام بمجهود، وكذلك في أوقات المواجهة الاجتماعية.
الرعشة إذا كانت غير مرتبطة بأي شعور بالمخاوف فهذه ربما تكون دليلاً على وجود مرض الرعاش أو ما يسمى (الشلل الرعاشي)، ولكن هذا قليل الحدوث في مثل عمرك أو هنالك نوع الرعاش الأسري، بمعنى أنه يجري في بعض الأسر، وهذا مرض حميد جدّاً ولا تُعرف أسبابه.
من الواضح أن حالتك مرتبطة بقلق المخاوف، فأنت لديك بعض الحساسية الاجتماعية، بمعنى أنك حين تكون في موقف اجتماعي أمام الآخرين يزداد لديك إفراز مادة تعرف باسم (الأدرانيل) وهذا الإفراز في هذه المادة يؤدي إلى سرعة في ضربات القلب وكذلك الرعشة وعدم الارتياح بصفة عامة.
الحالة حالة بسيطة وليست معقدة، المهم أن تفهم أنها نوع من القلق البسيط، وهذا في حد ذاته -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيراً.
من أفضل طرق العلاج هي التعلم على ما يعرف بتمارين الاسترخاء، وهذا التمرين حقيقة مفيدة جدّاً، وهي ضد التوتر وضد القلق وضد المخاوف، هنالك عدة طرق لممارسة هذه التمارين، من الطرق البسيطة طريقة تعرف باسم (طريقة جاكبسون Roman jackobson)، وهي طريقة مختصرة جدّاً، وفي هذه الطريقة: تجلس في غرفة هادئة بعيداً عن الضوضاء والإزعاج ولا يكون حولك أحد، وتتأمل في شيء طيب، وتحاول أن تحول كل مزاجك وكل تفكيرك إلى وضع استرخائي، بعد ذلك تستلقي على السرير وتغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً وأنت في حالة استرخاء تام، وتقوم بعد ذلك بالشد على عضلات القدمين، ثم استرخاءها، وبعد ذلك تشد على عضلات الساقين، ثم تطلقها من أجل الاسترخاء، ثم عضلات البطن تقبض وتشد عليها ثم تقوم بإطلاقها واسترخائها، وهكذا بالنسبة لعضلات اليدين وعضلات الصدر وعضلات الرقبة، كرر هذا التمرين بمعدل ثلاث مرات.
ثم يأتي بعد ذلك تمرين التنفس وفي هذا التمرين تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، ولابد أن يمتلأ صدرك بالهواء وترتفع بطنك قليلاً، ثم بعد ذلك تمسك على الهواء قليلاً في الصدر، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ولابد أن تخرجه أيضاً بكل قوة وبكل بطء، كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل صباحاً ومساءً، هذا من التمارين الجيدة والمفيدة جدّاً.
هنالك أيضاً نوع من التمارين السلوكية الذهنية الفكرية، بمعنى أن تحقر فكرة الخوف أمام الآخرين، خاطب نفسك ما الذي ينقصك، فالحمد لله أنت لا تقل عن الآخرين أبداً في أي شيء، فلماذا تقلق، فأنت لديك أشياء جميلة في حياتك، أنت متفوق، أنت منجز، أنت لك حضورك الاجتماعي ووجودك.
قم بتلقين نفسك وعقلك وعاطفتك هذه الأفكار، ولا بد أن تأخذ هذا التلقين الذاتي بجدية، وهذا التلقين الذاتي -إن شاء الله تعالى- يرفع من قيمة نفسك ويقلل من القلق والخوف.
هنالك أيضاً تمارين ذهنية جيدة، خلال هذه التمارين أجلس أيضاً في مكان هادئ وتخيل أنك أمام جمع كبير من الناس وقد طُلب منك أن تقدم عرضاً خطابياً أو درسا أو محاضرة أو أي شيء من هذا القبيل أمام المسئولين وأمام الحضور، وعش هذا الخيال لمدة عشر دقائق على الأقل، وبعد ذلك انتقل إلى خيال آخر كأن تتخيل أنك تقوم بالصلاة بالناس في المسجد، وعش هذا الخيال أيضاً بكل جدية، وهكذا.
هذه الخيالات أو المواجهة في الخيال هي علاج نفسي جيد جدّاً وسلوكي متميز.
يأتي بعد ذلك نوع من العلاجات السلوكية غير المباشرة، ومنها الحرص على حضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها، فإن حلقات التلاوة تطلق اللسان وتجعل الإنسان مسترخياً ولديه القدرة على المواجهة، ويحس بالطمأنينة؛ لأن هذه الحلقات أصلاً - بفضل الله تعالى - تحفها الملائكة، وإن شاء الله في هذا الوضع الاطمئناني العظيم تحس بسعادة بالغة وتحس أنك في أمان، وهذا بالطبع سوف يرفع من دافعيتك لمحاربة الخوف والقلق.
أيضاً ممارسة التمارين الرياضية الجماعية مثل كرة القدم، أيضاً وجد العلماء أنها ذات فائدة كبيرة جدّاً في علاج القلق والخوف.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، -فالحمد لله- توجد أدوية متميزة وممتازة، والعقار الذي أطلب منك أن تتناوله يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم تناوله بمعدل حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
أما بالنسبة لعقار (إندرال Iinderal) الذي يعرف تجارياً بهذا الاسم، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) هو عقار جيد، ولكنه يعالج الأعراض فقط، ولا يعالج حقيقة القلق والخوف، أما الزولفت فهو يعالج حقيقة القلق والخوف ويساعد على المواجهة.
إذن يمكنك أيضاً تناول الإندرال، وتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحاً وعشرة مليجرام مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة (عشرة مليجرام) يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، ولا مانع أن تتناوله عند اللزوم، بمعنى إذا كان لديك محاضرة أو مواجهة فلا مانع أن تتناول عشرين مليجراما ثلاث ساعات قبل موعد المواجهة الاجتماعية.
بتطبيق الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي ذكرته لك سوف تجد أنك -إن شاء الله تعالى- في صحة وسعادة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.
وبالله التوفيق.