الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
فأنا بالطبع أقدر جدّاً أن احمرار الوجه يسبب لك شيئاً من التعب أو الانزعاج الاجتماعي، ولكن أؤكد لك أن درجة انزعاجك من هذا الاحمرار يجب أن تقل؛ وذلك لسبب واحد؛ لأنني لا أعتقد أن بقية الناس تلاحظه بنفس الطريقة التي تلاحظين به أنت هذا الاحمرار.
يعرف تماماً أن صاحب القلق والرهاب الاجتماعي يكون حساساً حيال أعراضه، وقد اتضح أيضاً أن الشخص الذي يركز تركيزاً شديداً ومطلقاً على مثل هذا الاحمرار هذا سوف يزيد من الاحمرار؛ لأن الاحمرار هو ناتج من عملية فسيولوجية يتم خلالها إفراز بعض المواد الكيميائية، وهذه المواد تؤدي إلى تدفق زائد في الدم خاصة في منطق الوجه والرقبة.
فالتركيز الشديد والانزعاج والانشغال ومراقبة هذا الأمر بشدة وجد أنها ربما تزيد من هذا التفاعل أو من هذه الظاهرة، فأرجو مخلصاً أن تقللي من انتباهك وأن تقللي من انزعاجك، ووددت أن أملكك الحقائق العلمية لأن ذلك يساعد كثيراً - إن شاء الله تعالى - .
هنالك علاج سلوكي أيضاً للتخلص من هذا الاحمرار ويتمثل هذا العلاج في أن تحاولي إحداث هذا الاحمرار أنت بنفسك دون أن تكوني في مواقف اجتماعية، ويحدث ذلك بأن تكوني جالسة في مكان هادئ، ثم بعد ذلك أدخلي على نفسك فكرة رهابية أو فكرة تؤدي إلى خوف، هنا سوف يحمر الوجه لأن الدم سوف يتدفق أكثر حسب العملية الفسيولوجية التي شرحتها لك، فقد وجد أن تكرير - هذا التمرين وهو أن يحدث الإنسان هذا الاحمرار بنفسه وذلك بتخيل عميق لموقف رهابي – أن ذلك سوف يقلل كثيراً من حدوث هذا الاحمرار حين يكون الإنسان في مواجهة حقيقية في موقف اجتماعي.
فأرجو بجانب التجاهل أرجو أن تطبقي هذا التمرين أيضاً وسوف تجدين فيه - إن شاء الله تعالى – فائدة كثيرة.
وجد أيضاً أن هذا الاحمرار دائماً يكون في مراحل الشباب وفي مراحل اليفاعة، وبعد أن يتقدم السن قليلاً وجد أنه أيضاً يختفي تلقائياً.
هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأرجو أن يكون هذا الشرح مقنعاً، وأرجو أن تطبقي هذه التمارين التي ذكرتها لك وأن تستمري في العلاج، وعليك أن تقللي من قلقك وأن تكثري من المواجهة، فأنت - الحمد لله - لا ينقصك أي شيء، ولا يعيبك أي أمر حينما تقارنين نفسك بالآخرين.
ولمزيد فائدة عن الإرشادات السلوكية للرهاب يمكنك مراجعة هذه الاستشارات: ((
280445 -
280441 -
280498 -
265095 -
259671))
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك في استشاراتها.
وبالله التوفيق.