الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Rula حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
جزاك الله خيراً على رسالتك الطيبة، ونحن نقول لك مثلما قال العلماء الأفاضل بأن تقوى الله هي الباعث على الطمأنينة والتوازن النفسي في جميع الأحوال.
لا شك أن الخوف من يوم الحساب هو حقيقة يجب أن يعيشها كل مسلم ومؤمن.
وفي حالتك أرى أن الأمر أصبح مشحوناً بالقلق والوساوس حول الحساب ويوم الحساب، ويعرف أن الوساوس حين تتسلط على إنسان تكون مخيفة ومقلقة جداً، ولذا أصبحت تنتابك نوبات من الهرع والخوف.
أيتها الأخت الكريمة: حين ينتاب الإنسان أمر حول عقيدته سيكون من المريح له جداً أن يتذكر أكبر نعمة عليه وهي أنه قد خلق في هذه الأمة المحمدية، وكيف كان سوف يكون الأمر لو ولد الواحد لأبوين غير مسلمين؟، وأنا شخصياً حين أرى بعضاً من زملائي في العمل من ذوي المعرفة العلمية العالية والحصافة والمقدرة في علوم الدنيا، ولكن بالرغم من ذلك هم من عبدة البقر أو الشجر؛ أحمد الله كثيراً على أن جعلني أولد لأبوين مسلمين، وهذا الشعور لوحده يجعلني دائماً أحس مهما كنت مقصراً أن رحمة الله سوف تشملني في يوم الحساب، ربما هذا النوع من التفكير والذي عشته كتجربة شخصية ربما يساعدك في مواجهة مثل القلق والوساوس التي تعانين منها.
وأريد أن أحمل لك بشرى أن العلاج الدوائي يساعد كثيراً في التصدي لمثل هذه الوساوس، وعليه أيتها الأخت الكريمة أدعوك لتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، من أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم (بروزاك)، وهو يتميز بسلامته أثناء الحمل.
جرعة البداية هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفعين الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم تخففيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين آخرين.
هنالك علاجات سلوكية كثيرة للوساوس تقوم على مبدأ تحقير الفكرة وإدخال فكرة مضادة لها.
في حالتك ربما يكون ليس من السهل تطبيق هذا النوع من العلاج السلوكي؛ لأننا لا يمكن أن ندعو لتحقير فكرة الحساب واقتراب يوم الحساب، ولكني أدعوك وبكل شجاعة أن تحقري فكرة الخوف المرضي التي لديك.
أسأل الله تعالى لك التوفيق والشفاء.
------------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الاستشارة التالية، والتي تدور حول نفس الموضوع: (
280429 ).
وفقك الله لكل خير.