الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن العلة الأساسية التي لديك هي أنك تعاني من درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، وكذلك تحمل شخصيتك سمات الشخصية الظنانية، وهذه هي المشكلة الأساسية.
ولذلك أنصحك بأن تتذكر أن الإنسان بطبعه يجب أن يكون اجتماعياً، وأن الناس تختلف في مزاجها وطريقة تعاملها مع الآخرين، ولابد أن نعود أنفسنا لتقبل الآخرين.
وسوء التأويل والظن يتغلب عليه الإنسان بأن يُعطي نفسه فرصة للتفكير بعكس ما يعتقد، وأن يجعل التسامح والعفو عن الناس وكظم الغيظ شعاراً له.
وهناك مجموعات تمثل الصفوة من الناس، مثل رواد المساجد، ولذلك ستكون فرصة طيبة أن يتخير الإنسان صداقاته من هؤلاء.
وأما الغضب فإن الإنسان يتخلص منه بأن يعبر عن ذاته في حدود المعقول، وأن لا يترك الأمور تتراكم داخل نفسه، وأنت تعلم أنه ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن قال: (ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب)، وعليك بتغيير المكان عند الغضب والاستغفار والوضوء.
وأرجو أن لا تقيم نفسك بصورة سلبية، ولا تعتقد دائماً أنك سريع الغضب وأنه لا صداقات لك وأنك صارم ولا تقبل المزاح في جميع المواقف، والإنسان يمكنه أن يغير خارطة تفكيره عن طريق تحليل مواقفه واستبدالها بأخرى.
والعلاج الدوائي جيد وفعال، فالبروزاك والزيروكسات هي من الأدوية الجيدة، ولكني أعتقد أن الدواء الأفضل بالنسبة لك هو عقار (لسترال)، والذي يسمى أيضاً باسم زولفت، وجرعته هي 50 ملم يومياً (حبة واحدة) لمدة شهر، ثم تتناول 100 مليجرام (حبتين) يومياً لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر أخرى، بالإضافة إلى تناول عقار آخر يعرف باسم (رزبيريدون)، وذلك بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، وهذا العقار يعرف بأنه من أفضل الأدوية لعلاج الشكوك والظنان المصاحب للشخصية، وأرجو أن تطمئن تماماً أن هذه الأدوية سليمة جداً.
ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي للرهاب في الاستشارات التالية: (
259576 -
261344 -
263699 -
264538)، وقلة الثقة بالنفس: (
265851 -
259418 -
269678 -
254892).
وبالله التوفيق.