أعراض الانزلاق الغضروفي وعلاجه
2008-06-23 11:32:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكو من ألم في الورك والفخذ والساق للرجل اليسرى، ويزيد ذلك الألم عندما أقوم، وبعد الجلوس الطويل أشعر بآلام شديدة مع المشي والوقوف وعند الدخول والخروج من السيارة وكذلك عند الركوع في الصلاة، وذلك يترافق مع تنميل وتخدير خفيف في نهاية الجانب الأيسر للساق وفي الكف عند أصابع القدم، وعندما أكون مستلقياً على ظهري تختفي كل هذه الآلام، وعندما أستيقظ من النوم في الصباح لصلاة الفجر يكون أشد وكذلك في المساء، فهل من علاج؟!
علماً بأنني أجريت أشعة مقطعية وظهر عندي انزلاق غضروفي في الفقرة الرابعة والخامسة القطنية، وأعطاني الطبيب علاجاً لترخية الأعصاب والالتهابات والآلام والعلاج الطبيعي والسباحة وحزاما للظهر، ولي الآن أكثر من شهرين على العلاج الدوائي والطبيعي، وكل هذا لم أستفد منه شيئاً، فهل من علاج لحالتي غير التدخل الجراحي؟ وهل تنصحوني بعمل العملية في مستشفى إمكانياته عادية جداً، لا توجد به مناظير على يد طبيب روسي؟!
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الأعراض هي أعراض انزلاق غضروفي (ديسك)، مسبباً الضغط على جذر العصب القطني الخامس، وعادة ما تزيد الآلام مع الجلوس ومع السعال والعطاس، ويترافق مع تنميل في الجهة الخارجية من الفخذ والساق، وكذلك سطح القدم إلى الأصبع الكبير من القدم.
ولعلاج مثل هذه الحالة نلجأ للعلاج بالأدوية المسكنة ومرخيات العضلات، وقد نلجأ أحياناً لإعطاء دواء ديكادرون (4 ملغ 4 مرات في اليوم) لمدة (4 - 5 أيام) لتخفيف الوذمة حول العصب، ويفضل عدم استخدام الحزام لفترة طويلة لأنه يضعف العضلات، وبالعكس فإنه يفضل تقوية عضلات الظهر بعد أن يخف الألم، وذلك تحت إشراف المعالج الطبيعي مع الكمادات الساخنة.
وفي (90%) من الحالات تبدأ الآلام بالتناقص خلال (6 - 8) أسابيع، يلجأ الجراح للعمل الجراحي إذا لم تبدأ الأعراض بالتحسن أو أن آلام جذر العصب تزداد أو كان هناك ضعف في الرجل، وكما تقول فإنك لم تتحسن ولم تستفد شيئاً فإنه يجب التفكير بالعمل الجراحي في هذه الحالة.
وأما سؤالك عن العلاج بغير الجراحة فإن هناك حلولاً أخرى غير العملية الجراحية، ففي بعض الحالات يمكن إعطاء إبرة في الظهر تحتوي على مادة مضادة للالتهاب تعمل عمل الكورتيزون، وقد تؤدي إلى تخفيف الآلام والالتهاب في العصب.
وفي حالات قليلة يمكن استخدام المنظار الجراحي لاستئصال الجزء المنزلق من الديسك، وهذا يؤدي إلى تقليص الجرح من (3 سم) إلى (1، 2 سم)، وأما الإنزيمات وغيرها من المواد فلم يثبت علمياً أن لها دوراً ناجحاً في هذه الحالات، وعلى العكس من ذلك قد تؤدي إلى صعوبة في العلاج لاحقاً.
وقد يلجأ بعض المرضى إلى الطب البديل أو الطب الشعبي مثل الإبر الصينية والكي وحمامات الرمل الساخن، وبعض الأعشاب كالحلبة وغيرها، وعلى الرغم من أنها قد تؤدي إلى تحسن مؤقت للألم، إلا أن الأبحاث الطبية والعلمية لم تثبت فعالية هذه الطرق البديلة ومفعولها من الناحية العلمية مشابهاً لمفعول الأدوية المسكنة.
وأما العمل الجراحي فيكون في استئصال الجزء المنزلق من الديسك، والذي يضغط على الأعصاب عن طريق جرح صغير (2 إلى 3سم) في الظهر باستخدام الميكروسكوب، وعادة ما تستغرق العملية 45 إلى 60 دقيقة، وتتم تحت تخدير كامل.
ونسبة نجاح العملية تزيد على (95%)، وعادة ما يصحو المريض من البنج، وقد زالت آلام الديسك، وأما ألم الجرح فيكون بسيطاً ويستمر يوماً أو يومين، وعادة ما يتمكن المريض من الحركة والمشي في نفس يوم العملية أو اليوم التالي، ومع التقدم في مجال التخدير وجراحة العمود الفقري فإن هذه العمليات تعتبر آمنة جداً، وهي جراحة روتينية في المراكز المتقدمة.
فإن كان هذا الجراح الروسي جراح عظام، وأنتم تعرفون مهارته فلا بأس بأن تجرى العملية في المستشفى، وإن كانت الأمور متوفرة لأن تنتقل لمستشفى متخصص بالعظام فذلك يكون أفضل.
وبالله التوفيق.