العلاج المناسب للاكتئاب أحادي القطبية
2008-02-06 21:12:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عاودني الاكتئاب مجدداً، حيث استعملت في بداية العلاج سيروكسات 40 ملج، ثم ريميرون 30، ثم بروزاك مع تريبتيزول.
الآن أستعمل زولفت 100 ملجم، ولكن مضى على أخذه 3 أشهر، ولكن لم أشعر بالتحسن، بل على العكس رجعت لي الأعراض، وهي: التعب من أقل مجهود، عدم الرغبة في عمل أي شيء، عدم النوم المريح، عدم الاستمتاع.
وأيضاً: لاحظت يا دكتور أنه أحياناً تأتيني نوبات انشراح ولكنها بسيطة، وفجأة أشعر بالانشراح البسيط، وأيضاً أحياناً عند المساء يأتيني تفكير غريب بالجنون، وهو مجرد فكرة عابرة أو وسوسة.
المهم أنني لا أكون 100%، وأيضاً: أشعر بعد العشاء بأن معدتي انتفخت وتوتر على نفسي، أي مثل الشعور بالضيقة، أو أحياناً بالمساء شد قوي على معدتي، فما هو العلاج المناسب لحالتي؟
علماً أيضاً أني استعملت سيبرليكس 20، ولكن -سبحان الله- أصبحت أشعر بألم بالبروستاتا واستعملته لمدة 3 أسابيع، ولكن أوقفته وانتقلت إلى الزولفت كما أخبرتكم، ولكن ها هي الأعراض رجعت، أي أعراض الاكتئاب.
أرجو من الأخ الدكتور محمد بالتكرم بالإجابة، وما هو تشخيصي والعلاج؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
يعرف عن الاكتئاب النفسي أنه في بعض الأحيان ربما يعاود الإنسان، ولكن بالطبع النوبات التي تعقب النوبة الأولى تكون دائماً أقل وأخف؛ لأن الإنسان قد يكون قد تكيف وتواءم مع الحالة المرضية التي لديه.
أخي، هذا لا يعني مطلقاً أن هذه الحالة سوف تعاودك باستمرار، لا ...ليس من الضرورة ذلك، ونسأل الله أن تكون هذه هي النوبة الأخيرة وعليك أن تكون متفائلاً، وأنا أؤكد لك أن الأدوية الحمد لله كثيرة وفعالة ومتوفرة، وإذا لم يفدك أحد الأدوية فسوف تفيدك الأدوية الأخرى بإذن الله تعالى.
الزولفت من الأدوية المفيدة جداً، والجرعة التي تتناولها أنت وهي 100 مليجرام تعتبر جرعة علاجية ممتازة، وإن كان في بعض الحالات تحتاج أن ترفع الجرعة إلى 150 أو 200 مليجرام في اليوم، ولكن في حالتك أعتقد أن 100 مليجرام سوف تكون كافية، والذي أنصح به هو أن تضيف إليها عقار سيروكويل.. هو في الحقيقة من الأدوية المثبتة للمزاج، وأنت قد قلت بأنه تمر بك حالة انشراح بسيطة، وأنا لا أقول إنك تعاني من اضطراب ثنائي القطبية، ولكن يعرف أن السيروكويل دواء جيد حتى في مثل هذه الحالات التي يحدث فيها نوع من تقلب المزاج.
ولقد اتضح أيضاً أن السيروكويل الآن مضادٌ للاكتئاب، بجانب أنه في الأصل مضاد للذهان، كما أنه يحسن النوم بدرجة كبيرة، فابدأ في تناوله بجرعة 25 مليجرام ليلاً في اليوم الأول، وارفعه إلى 50 مليجرام في الليلة الثانية، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاث ليال، ثم ارفع الجرعة إلى 100 مليجرام.
إذن: تتناول 100 مليجرام من السيروكويل و100 مليجرام من الزولفت وهذه في نظري إن شاء الله سوف تساعدك كثيراً، استمر عليها لمدة 6 أشهر ثم بعد ذلك يمكنك أن تتواصل معنا، وهذه إن شاء الله ليست مدة طويلة.
البدائل الأخرى بالنسبة للزولفت هي: الإيفكسر، والإيفكسر له تأثيراته الإيجابية جداً على الكثير من الذين يعانون من الاكتئاب خاصة الاكتئاب المتقطع، ولكن أنا في هذه المرحلة لا أنصح بتغيير الدواء، دعنا نستمر على الزولفت لأنه دواء جيد إن شاء الله، وبعد أن يعدم بالسوركويل سوف تحس بفوائد كثيرة جداً.
أخي، لابد وأن تكون حريصاً على الجوانب الغير دوائية، وأهمها إدارة الوقت بصورة صحيحة وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي، والحرص على العبادات والتقرب إلى الله تعالى.
أخي الكريم: بالنسبة لتشخيص حالتك هي نوع من الاكتئاب النفسي أُحادي القطبية، وهو من النوع المتكرر، ولكن إن شاء الله تعالى بالاستمرار على الدواء بصورة صحيحة وتطبيق الوسائل العلاجية الأخرى سوف تكون إن شاء الله بصحة جيدة وممتازة.
وهنالك بالطبع ما يعرف بالتشخيص المفارق أو التشخيص الثانوي، وأنا لا أميل له حقيقة، وقد وجد أنه نوع من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الرابعة أو الخامسة، هذا احتمال ضعيف جداً، ولكن لا نقول إن هناك أمراً مستحيلاً، إذن: حالتك أخي دعنا نعتبرها في هذه المرحلة هي اكتئاباً نفسياً أحادي القطبية.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.