الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كان هناك مشكلة تعرق فهي ليست بالضرورة بسبب الحر، بل هناك أسباب عديدة سنوردها أدناه، ولقد ناقشنا موضوع التعرق بشيء من التفصيل والإسهاب في استشارات سابقة، ولكن لمزيد من التوضيح نذكر ما يلي.
التعرق ظاهرة حياتية، وهي ظاهرة مفيدة للإنسان لأنها تعمل على التوازن الحراري في الجسم، وتحافظ على حرارة الجسم من الارتفاع، كما أنها جرس إنذار أن وقت الاستحمام قد حان، وقد يكون هذا الجرس مرتفع الإزعاج أو منخفض الإزعاج بين الناس، وكل ذلك بقدر.
وهناك تفاوت بين الناس بمستوى ودرجة التعرق ورائحة التعرق، وهذا التفاوت بين الخلائق أمرٌ عام يشمل الشكل والطول واللون والإفرازات الدهنية والتعرق ورائحة العرق وغيره الكثير.
ولابد من التذكير أيضاً بأن هناك عوامل تُساعد على التعرق مثل: الفصل والحرارة، ومع ذلك فإن هناك من يزيد عنده التعرق حتى في البرد، وذلك تأثرا بالعوامل الأخرى والرطوبة والجهد والحالة النفسية والحالة الصحية العامة ونوعية الطعام والحالة الهرمونية في الجسم، خاصة الغدة الدرقية وفرط نشاطها، وبتخفيف العوامل المساعدة تخف نسبة التعرق المرتبطة بها.
ومع أن الشكوى هي التعرق وليس رائحة العرق فلابد من التذكير بأن هناك أدوية وأطعمة تؤثر على رائحة العرق، ولا أقصد بذلك الثوم فقط؛ لأن هناك مجموعة من المأكولات أو الأدوية التي يمكن أن تسبب رائحة العرق الكريهة لأنها تطرح مع العرق، ويمكن معرفتها بالتجريب، كما يمكن أن تخف الرائحة بالحمية عن الطعام والدواء إن كانت متعلقة بها كاختبار تجريبي.
وقد أوردنا في استشارات سابقة العديد من النصائح للتعرق المفرط، والذي يرافقه رائحة العرق الكريهة، ولربما لا تفيد متفرقة بل يجب البدء بها مشتركة، ولربما لا يفيد منفرداً إلا حقن البوتكس كما سنورد أدناه، ولكن نبدأ من الخفيف والمنطقي والمتوفر ثم نتصاعد في سلم الصعوبة وعدم التوفر أو الكلفة العالية، ومن هذه النصائح:
1- الغسل بالماء والصابون اليومي لتخفيف رائحة العرق وليس لتجفيفه، فالغسل واجب وضروري وصحي سواء ترافق مع تعرق أم لم يترافق.
2- استعمال القميص الداخلي المسمى (تي شيرت) القطني بنصف كم - وليس ذي الشيال - الذي يمتص العرق ويخفف تأثير القمصان النايلون الخارجية التي قد تزيد من القابلية للتعرق.
3- من الضروري استعمال (انتي بريسبيرانت) وليس (ديودورانت)؛ لأن الأول مجفف للعرق من الغدة والثاني معطر للموضع المتعرق، وهدفنا من استعماله تقليص حجم التعرق وليس تحسين رائحته مؤقتا.
4- من المستحضرات الجيدة مادة (المنيوم كلورايد)، وتوجد تجاريا باسم (درايكلور) وتستعمل مساء كل يوم لفترة أسبوعين أو أربعة، ثم بعد ذلك إن حصل التحسن المطلوب مرة كل يومين كعلاج داعم ثم يخف بالتدريج تواتر الاستعمال حسب الفصل وحسب الحاجة، وقد يكفي مرة أسبوعيا فيما بعد، وينبغي ألا تستعمل بعد الاستحمام، وهي فعالة ومفيدة وقد تعطي النتيجة المطلوبة ولكن يجب الالتزام بها ما دعت الحاجة لذلك فهي ليست علاجاً دائم المفعول، ولكن بعض الناس قد لا يتحملون هذه المادة الكيمياوية؛ لأنها تسبب لهم بعض الالتهاب الموضعي والأغلبية تتحمله، وهناك مستحضر أغلى ويحتمله الناس أكثر لنفس المادة واسمه (ديو كريم) لشركة لويس ويدمر ولكنه أغلى بكثير.
5- الحل المفرح إن لم نحصل على الفائدة المرجوة مما سبق هو استعمال بعض المواد الكيمياوية مثل مادة (البوتكس) وهي غالية ومكلفة جداً ولكنها فعالة جداً، ومع أن تأثيرها مؤقت إذ قد تحتاج الحقن كل حوالي ستة أشهر إلا أنها تحل المشكلة، فهي تقريباً جلستان سنويا، وقد لوحظ أن استعمالها مع الزمن تقل الحاجة إليه سواء بالجرعة المستعملة أو بتباعد المدة بين الحقنتين، ويجب أن تحقن بيد متخصص موثوق ولكل موضع تشريحي مناطق خاصة للحقن.
6- هناك بعض العمليات التي كانت تجرى سابقاً والتي بموجبها يستأصل الجلد بما فيه من غدد عرقية إبطية وهي ليست العلاج الشائع، وخف اللجوء إليها.
7- هناك جهاز كهربائي يعمل على البطارية يوضع في الإبط يحدث تيارات كهربائية تؤدي إلى ضمور أو انخفاض في نشاط الغدد العرقية (ولكنه ليس متوفراً في الأسواق حالياً، وهو ليس العلاج المثالي؛ لأن استعماله لم ينتشر رغم نزوله للأسواق منذ حوالي عشرين عاما) واسمه دريونيك، كما ويوجد منه أشكال لعلاج اليدين والقدمين مفرطة التعرق، وقيمته لا تزيد عن 150 دولارا.
وقد تم مناقشة التعرق وفرط التعرق، ونوعية التعرق في الاستشارات رقم (
18638 و
235478 و
241550 و
18547 و
239626 )، كما أن بعض الإنتانات تتميز برائحة خاصة، مثل الجراثيم والإنتانات الرطبة والإفرازات الدورية، وخاصة في المناطق الحساسة والتناسلية، وفي حالتك يجب نفي وجود الفطريات، التي قد تحرض التعرق، ومما يحرض التعرق أيضاً عدم الاستحمام الدوري أو عند اللزوم - أي بعد جهد - أو تعرض للحرارة، أو عمل رياضي، أو غيره من موجبات الغسل، ولكن الأمر مختلف عندك؛ لأن الرائحة تفوح بعيد الاستحمام.
وإن التعرق ذو الرائحة الكريهة غالباً ما يحدث في الإبطين والقدمين أو ما حول المنطقة التناسلية وغالباً ما يترافق مع زيادة التعرق ما يلي:
أ- سوء وظيفة الغدد العرقية المفرزة.
ب- إنتانات فطرية أو جرثومية.
جـ- تفكك الحموض الدسمة يؤدي لرائحة متميزة.
د- بعض أنواع الطعام مثل الثوم والبصل وفرط تناول البروتينات.
هـ- الانسمام ببعض المعادن الثقيلة، كالزرنيخ وما أظنك تناولته.
أما المعالجة للرائحة الكريهة في العرق:
1. فأولها معالجة السبب إن أمكن (خاصة الطعام والإنتانات الموضعية، وخاصة الفطرية منها).
2. التنظيف العام للجسم وحمامات متكررة.
3. تغيير الألبسة، خاصة الداخلية والجوارب بشكل متكرر.
4. استخدام ألبسة غير ضيقة وتجنب التعرق المفرط.
5. تجنب بعض أنواع الطعام مثل كثرة البروتينيات والثوم والبهارات.
6. تهوية المنطقة وخاصة الإبطين، ومزيلات الرائحة المتوفرة بمستحضرات مختلفة، ومنها الدرايكلور، ولكن يجب الحذر من الحساسية الموضعية الناجمة عن بعض هذه المركبات.
7. صوابين مطهرة مضادة للجراثيم.
8. كما يمكن للبوتكس أن يخفف التعرق، وبالتالي تخف الرائحة التي يحملها العرق، حتى ولو كان العرق خفيفا، وأنصح بتجريبه حتى ولو كان تأثيره جزئيا أو مؤقتا، خاصة قرب المواضع شديدة الرائحة.
وختاماً: اقرئي بتمعن ما ذكرناه من استشارات وانتبهي لغذائك والاستحمام الدوري وتغيير الملابس الدوري، وإن شاء الله سيكون كل شيء على ما يرام.
والله الموفق.