الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن كان للوراثة دور فيما تشتكين منه فالعلاج يكون أقل فاعلية، والله أعلم.
إن كان لفقر الدم علاقة فالعلاج متوفر ميسور، ولكن ليس ذلك هو السبب المرجح.
مقشرات الوجه قد تفيد ولكن تحتاج فترة أطول، كما تحتاج إلى استعمال شبه دائم لاستمرار التحسن؛ هذا في حال نفي السبب العائلي.
الليزر قد يحسن ولكن هناك أجهزة مختلفة، منها ما يؤثر على اللون والصبغة ويفيد إن لم يكن السبب وعائياً، ومنها ما يؤثر ويفيد على الأوعية الدموية إن كان السبب وعائياً، وأظن أن السبب في الهالات ليس صبغة جلدية بل غير ذلك.
هناك أنواع من الليزر تؤدي عمل التقشير الكيميائي، وذلك بما يسمى (الريسيرفيسينغ)، وهي عملية تحرض الجلد على النمو الجديد بعد تخريب الطبقة السطحية منه.
كل علاجات الليزر يجب أن يستشار بها الطبيب الذي سيقوم بها، وذلك لأنه سيضمن عمله من خلال أجهزته وخبرته العملية لا من خلال كلام نظري.
لعلاج هذه الهالات يراجع طبيب الأمراض الجلدية أو جراح التجميل.
وقد أوردنا إجابة ناقشنا فيها الهالات حول العين تحت الرقم (
241390) نورد أدناه نسخة منها للفائدة والتوسع مع بعض التعديلات التي تناسب السؤال:
إن الاسوداد تحت العينين أو حول العينين إما أن يكون أكزيمائياً أو عائلياً، أو ما بعد الالتهاب، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
1- يجب أن نتأكد من عدم وجود الأكزيما البنيوية، والتي تتظاهر باندفاعات حاكة ناكسة، تأخذ توزعاً وصفياً (أي واصفاً للمرض) في الطويات لكل من الأطراف العلوية والسفلية، وتكون في مرحلتها الحادة نازة ومحمرة، وبعد أن تجف أو تخف تبدأ بالاسوداد، وقد يصاحبها جفاف جلد، أو من الممكن أن يُصاحبها حالات تحسسية أخرى، مثل الربو أو الشرى، أو تتظاهر بشكل وسمي (أي واسم للمرض) على شكل تصبغات حول أو تحت العينين، وعلاجها بشكل عام هو الوقاية، وتجنب العوامل المهيجة للأكزيما، مثل الصوابين والمحسسات الأخرى التي يمكن أن تكون طيارة (أي تطير كالرذاذ ولا نميزها في الجو، أو زغب ريش الطيور، أو غبار الطلع وهكذا )، وتُعالج بالمرطبات للبشرة عند اللزوم، مثل الأكيوس، أو الغليسيرين، أو اليوريا بتركيزات خفيفة، أو كيري لوشن، أو أويلاتوم جيل، أو غيره الكثير، وهذا النوع من المرطبات هو علاج سليم مأمون ليس له مضاعفات ولو استُعمل لفتراتٍ طويلة، أما مستحضرات الكورتيزون فلا نصفها قبل معاينة الحالة وتشخيصها، ويجب أن تكون على شكل كريم، ومن الأنواع الخفيفة، ولا نستعمله لفترة طويلة إلا تحت إشراف الطبيب.
2- هناك تصبغ حول العيون ذو توزع عائلي (أي يزيد عند بعض العائلات)، وأحياناً هناك توزع عرقي (أي يزيد عند بعض العروق خاصة العرق الأسود أو الأسمر)، وفي الشكل العائلي يكون فيه العلاج أقل فاعلية، ويفضّل فيه التجميل بالمساحيق أو الجراحة.
وهناك أسباب أخرى كالكلف وما يتلو العطور من تصبغات، وما بعد الأذيات الجلدية أو تصبغ ما حول العينين بسبب الإرهاق والسهر.
أما الإجراءات العلاجية:
1- يجب تجنب أو علاج ما يمكن من الأسباب السابقة.
2- يفضّل تجنب التعرض للشمس؛ لأنها تحرّض على تشكيل الصباغ في الجلد، أما إن كانت هناك ضرورة للتعرض فباستعمال واقيات الضياء، مثل أُكسيد الزنك أو الـ ( بابا ) 15% فما فوق، وعلينا أن ننتبه ألا يكون مسبباً للحساسية لمن يدهنه، ويفضل استعمال واقيات الضياء قبل الخروج صباحاً وقبل العودة ظهراً، وعدم فرك الموضع وعدم تهييجه.
3- تناول فيتامين ( C ) ومضادات الأكسدة أو حتى استعمالها موضعياً.
4- هناك بعض المواد القاصرة (مركبات الإلدوكين 2 % أو 4 % تدهن مساء مع الدلك اللطيف) تُستعمل لمدة شهرين أو أحياناً أكثر، ويجب أن تُطبق فقط على البقع السمراء، ويجب الانتباه إلى أن الإفراط في استعمالها قد يؤدي إلى نقص اللون في الجلد (ويلاحظ أن 2% أقل فاعلية وأكثر احتمالاً والعكس 4% أكثر فاعلية وأقل احتمالاً) ويفضّل ألا يزيد التركيز عن 2% حول العين.
هذه المستحضرات تفيد في النوع الذي يكون بسبب تشكل الصباغ في الجلد، وهناك مواد أحدث مثل الوايت أوبجيكتيف بيوديرما.
5- يمكن استعمال مستحضرات الريتنويدز، والتي تحدث تقشيراً تدريجياً يؤدي إلى تحسين المنظر العام للبقع، ولكن يجب استعماله لدورات عديدة: الدورة فيها لا تقل عن 6 أسابيع، وهناك مستحضرات خاصة لهذا الموضع، مثل ريتينوكس الخاص بما حول العين.
6- قد يفيد استعمال صابون سائل يحوي مادة (الفا هيدروكسي أسيد) بتركيز خفيف أو متوسط لا يزيد عن (9%)، وذلك بغسل الموضع مرة مساءً كل يوم لمدة دقائق، يتلوها دهان (فيدينغ لوشن) بحذر؛ لأن الموضع حساس وقابل للتهيج.
7- هناك بعض المساحيق مثل كريم الأساس الذي يغطي البقع دون أن يشفيها فلا تبدو للناظر، ومنها مساحيق لا تميزها العين، أي لا لون لها ولا بريق تناسب الستر عند الرجال.
8- قد يفيد الليزر عن طريق إزالة التجاعيد التي تزيد من منظر التصبغات.
9- هناك الجراحة وتصنيع الأجفان (بليفاروبلاستي)، والذي يستأصل الموضع ويشد الجلد، وهذا العمل الجراحي يحتاج إلى خبير وقد يكون مكلفاً.
إجابةً على سؤالك: أين تذهبين؟
نقول: إما أن تذهبي إلى نفسك وترضي، وإما إلى طبيب الجلد، وإما إلى جراح التجميل.
ختاماً: إن كان هذا شكلك وأنت راضية به وهو ليس مشوهاً، بل يدخل في مجال التفاوت الشكلي بين الخلائق، فلم لا تكوني ذات شخصية واضحة تبيني ما عندك ولا تأبهي بعدها بقول الناس؟
والله الموفق.