العصبية عند الطفل
2007-10-31 13:03:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على ردودكم السريعة والتي تشفي صدورنا وتبرد حرقتنا. أنا صاحبة الاستشارة السابقة رقم: 273422 ، وأحب أن أتواصل معكم وأخبركم عن نتائج شفاء ابني؛ وكل ذلك بفضلٍ من الله تعالى.
أولاً: ابني شديد العصبية؛ ولهذا فقد أخبرتني أخصائي الرضاعة أنه حين يكون متوتراً وجائعاً لا أحاول معه بالرضاعة الطبيعية، ولكنه عندما يكون هادئاً يرضع على مهل وبهدوء، ويظل يتحرك ويفرك حتى يعض على صدري، ثم يأبى مسك صدري مرة ثانية، وأما أثناء نومه فيرضع بطريقة عادية.
ثانياً: لأني أعطيه الحليب بالسيرنج تراه يملّ ويضجر، وأحياناً يظل على الوجبة الواحدة ساعتين، وألاحظ عليه أنه يحب في النهار كل ساعتين أن يغفو نصف ساعة فقط؛ يعني أنه أثناء النهار لا ينام كبقية الأطفال ساعتين متواصلتين، وفي الليل على عكس ذلك حيث أنه يبدأ نومه من العاشرة، ولو تركته ولم أوقظه يظل للعاشرة صباحاً في اليوم التالي، ولكني أوقظه غصباً لأعطيه الحليب في السابعة ويعود وينام للتاسعة؛ فهل هذا عادي في نومه ليلاً كان أم نهاراً؟
ثالثاً: ابني كثير الحركة ودوماً تراه أعصابه مشدودة حتى وهو يلعب ويضحك، أي أن خلقه ضيق جداً، ولهذا يعذبني في تغذيته ويضجر بسرعة، ودوماً متوتر، وتشعر كأنه يريد أن يقف ويركض من شدة عصبيته؛ فهل هذا طبيعي؟
رابعاً: أود أن أعرف لماذا يأحذ كابتوبريل إلى الآن؟ وما هي احتمالات شفائه؟ ومتى سيظل يُعطى له؟ فدكتور القلب يقول لا يزال عنده نقص تروية ولا نعرف ما السبب؟ وننتظر ليكبر أكثر لتتضح الشرايين له أكثر وإلا فالقسطرة القلبية؛ فما رأيكم؟
خامساً: ابني يستفرغ وأحياناً تكون بطنه فارغة ولكن تلعي نفسه وتتخبط حتى يحمر وجهه وكأنه يختنق من شدة لعي نفسه، وتشعر وكأن معدته انتزعت من مكانها وهو يستفرغ، ولا أعرف ما السبب؟ مع العلم بأن عمره الآن 6 شهور، وفي بعض الأحيان يستفرغ بعد إعطائه الوجبة بساعتين؛ أي أنه ليس له وقت أو سبب محدد؛ فما السبب؟
سادساً: أثناء رضاعته وهو نائم يتعرق تعرقاً شديداً حتى تحسب أن رأسه يمتلئ ماء كأنه تحمم أو أن أحداً قد صب على رأسه الماء، وأشعر من جسده بوهجٍ وهو على صدري حتى أثناء النهار فجأة أرى على حبينه العرق، وفجأة يختفي رغم أنه يكون بنفس الغرفة وبنفس درجة الحرارة وبنفس النشاط الذي يقوم به؛ فهل هذا جهد من قلبه؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلم تذكري وزن طفلك عند الولادة، وكم يبلغ وزنه الآن؟ وهل هناك زيادة تدريجية في الوزن؟ كما لابد من معرفة تطوره الحركي واستجابته لك ولأفراد الأسرة وضحكه .. هذا جانب؛ والجانب الآخر: ما نوعية الحليب الذي يتناوله والكمية؟ وهل تم حساب الكميات التي يتناولها الطفل في اليوم؟
وأما بالنسبة لمشكلة القلب وكون الطفل ما زال على الكابتوبريل، فالأمر يعتمد على عضلة القلب وعملها، وكما قال الطبيب إنه مع مرور الوقت يمكن للطبيب أن يحكم في هذا الأمر.
وأما العصبية الزائدة فلها عدة أسباب؛ ومنها مشكلة القلب، ومنها أيضاً ضعف التغذية، وفي هذه الحالة قد يفضل بعض الأطباء الرضاعة الصناعية على الطبيعية، وذلك لسهولتها على الطفل، وثانياً فقد يضيف أخصائي التغذية سعرات إضافية على الحليب، بحيث يأخذ الطفل نفس الكمية بدون زيادة حتى لا يتأثر الطفل، وفي نفس الوقت يأخذ كمية أكبر من السعرات وبخاصة إذا كان وزن الطفل أقل من المعدل الطبيعي ولا يريد الطبيب أن يعطي الطفل سوائل بكميات أكبر، وفي هذه الحالة فقد يضاف إلى الحليب مواد أخرى مثل البوليكوز أو البروتينات، كما قد يعطى الطفل حليباً خاصاً لزيادة السعرات الحرارية، وهناك العديد من هذه الأنواع، وقد يضيف الطبيب أيضاً بعض الفيتامينات أو الحديد للتغذية، وهذه قد تساعد أيضاً في تغيُّر مزاج الطفل.
وأما بالنسبة للتعرق فقد يحدث بسبب مشكلة القلب السابقة، وقد يحدث أيضاً بسبب نقص بعض الفيتامينات وبخاصة فيتامين (د)، وخصوصاً إذا كان الطفل لا يتعرض بكمية كافية لأشعة الشمس، وفي هذه الحالة يقيس الطبيب كمية الفيتامينات في الدم ويصف الفيتامين بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
وأما التعرق المتعلق بالقلب فيحدث بسبب الإرهاق الذي يعانيه الطفل، وبخاصة مع الرضاعة الطبيعية والتي تتطلب مجهوداً أكبر من الرضاعة الصناعية، ولذا فلابد من مناقشة الأمر مع الطبيب المعالج.
وأما بالنسبة لطول فترة النوم فالأمر قد يعتمد على صحة الطفل؛ فإذا كان النمو طبيعياً ولا يعاني من صعوبات في التنفس والنشاط طبيعياً فقد تطول فترة النوم عند الأطفال بصورة طبيعية، إلا أن الأم عليها بتنظيم التغذية وعدم ترك الطفل لينام فترات طويلة جداً بدون تغذية. وهذه الأمور - في الغالب - لا تسبب مشاكل للأطفال، ولكن عند البعض كثرة الصوم قد تتسبب في نقص السكر والإحساس بالخمول وطول النوم.
ولذا فمن الأفضل التركيز على تغذية الطفل بالتعاون بين أخصائي التغذية وأخصائي القلب حتى ينال الطفل كفايته، ولابد من تعريضه بصورة دورية لأشعة الشمس، وإجراء بعض الفحوصات على الدم للتأكد من حال التغذية والفيتامينات.
وبالله التوفيق.