الصراحة مع الأصدقاء في كل الأحوال
2007-07-23 19:16:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود استشارتكم في أنني أكون صريحة جداً مع أصدقائي وأقول لهم كل شيء، ولا أُخفي عنهم أي موضوع خاصة إن كان يخصني، ولكني قد لاحظت مؤخراً بأنهم غير صريحين معي، وقد يُخفون بعض الأشياء التي تخصهم مع أنني أوضحت لهم بأنني أعتبرهم جزءاً مني وأُعبر لهم عن كل ما في داخلي؛ لأني احترم معنى كلمة الصديق، ولكني أصبحت أشعر بأنهم لا يعاملونني بنفس الطريقة في بعض الأمور، وأحاول أن أتغير وأعاملهم بالمثل، ولكنني لا أستطيع لأنني أحب أن أعاملهم كما أحب أن أُعامل، فهل الابتعاد هو الحل الأمثل لأنني إن بقيت أشعر بذلك فإنني أشعر بضيقٍ شديد؟! وكما تعلمون في هذه الأيام أنه من الصعب جداً إيجاد صديقٍ جيد، ولا أعتقد بأن هذا سببا كافيا لأتخلى عن صداقتهم ولكنه موضوع يضايقني.
وفي النهاية أقدم لكم جزيل الشكر والامتنان للمساعدة التي تقدمونها لشباب اليوم، فلكم جزيل الشكر والتحية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بفتاة الإسلام في موقعها بين آباءٍ وإخوان يتمنون لها النجاح والفلاح، وأرجو أن تشاركينا في هذه الأسئلة: هل تصادق الفتاة الشباب رغم أن فيهم ذئاب؟ وذلك بلا شكٍ خروج عن الصواب ومخالفة للسنة والكتاب وسبب لجلب اللوم والشر والعتاب، ولن يثمر إلا القلق والحسرة والاكتئاب، وهل يرضى بذلك الأهل الأحباب، أم أنك تقصدين الصديقات وفيهن بلا شك طيبات ومقصرات، وأفضلهن من يواظبن على الصلوات ويلتزمن الحجاب ويبتعدن عن الريبة والشبهات، ويجتهدن في دروسهن ويحترمن المعلمات، فلله درُّهُن وهكذا تكون الصالحات.
وأرجو أن تعلمي أن بعض الأمور تقتضي الكتمان، والصراحة لا تُحمد في كل الأحوال، وخير لك أن تحافظي على خصوصياتك، وأن تقتربي من والدتك وخالاتك وعماتك، واعلمي أن الإنسان يملك أسراره فإذا أذاعها ونشرها أصبحت ملكاً لغيره، وإذا عجز الإنسان عن حفظ خصوصياته فغيره أكثر عجزاً.
ونحن ننصحك بمصادقة الصالحات المطيعات لرب الأرض والسماوات، واحرصي على أن تكون معاملتك معهن طيبة، وتجنبي كثرة اللوم والعتاب فإن اللوم يجلب الجفاء، واجعلي مودتك لهن باعتدال، واحرصي على أن تحفظي أسرارهن، وعوِّدي نفسك طيب المقال وكثرة الاحتمال، وابتعدي عن معشر الرجال فإن ذلك لا يُرضي الكبير المتعال ويُعظمكن في عين العم والخال ويجلب لكن احترام الأبطال.
وأرجو أن تعلم كل فتاة أن الشباب يجرون خلف الفتاة التي تحتمي بحجابها وتتدثر بحيائها ويهربون ممن تقترب منهن وتركض خلفهن، وقد يضحكون معها ولكنهم لا يرضونها أمّاً لأطفالهم أو حارسةً لدارهم.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بضرورة الاحتكام إلى آداب الشرع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح والفلاح.
وبالله التوفيق.