القولون العصبي مرض مزمن قد يستمر لسنوات طويلة
2007-07-17 07:32:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد حلاً لمشكلتي، حيث أنني أعاني من آلام بالبطن بشكل مستمر وشديد، وحتى أن الألم يوقظني من النوم ولا أستطيع شرب الحليب ولا الشاي مع الحليب، فبعد أن أشربهم تنتابني تقلصات شديدة بالبطن لا أقوى بعدها على الحركة، ودائماً هناك مخاط مع الخروج، ووضع الخروج لدي 70% إمساك و20% إسهال، ولا أعرف ما هو الحل! وما هو سبب هذه الآلام المستمرة بشكل يومي وبشدة؟ ومع ألم البطن تنتابني دورة رأس ودوخة، ورجفة بالجسم، مع العلم بأنني عملت المنظار للقولون وقال لي الطبيب أن لدي تقلصات مستمرة بالقولون، ولكن أريد أن أعرف: هل هذا هو السبب الوحيد لمثل حالتي، أم أن هناك أسباباً أخرى تسبب ذلك؟
والله إنني أحياناً لا أستطيع الوقوف للصلاة فأصلي جالسة؛ لأن ألم البطن معظم الوقت يكون شديداً جداً.. ماذا أفعل؟ وهل هناك أساليب أخرى غير المنظار لكشف السبب الحقيقي وراء هذه الآلام؟
وهل تقلصات القولون تدوم على مدى اليوم تقريباً؟ أكثر من 12 ساعة باليوم بطني يؤلمني ولا حيلة لدي.
أود نصيحتكم، وسامحوني على الإطالة، وإن شاء الله تكون أعمالكم في ميزان حسناتكم.
رحم الله والديكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
معظم هذه الأعراض يسببها القولون العصبي، وتشنج القولون العصبي هو مرض مزمن، وغالباً ما يستمر مع الإنسان لفتراتٍ وسنين طويلة، ويمكن أن تتردد أعراض هذا المرض لفتراتٍ معينة، وتخف أو تزول في فترات أخرى، وقد يلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية.
هو عبارة عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية وخاصةً الأمعاء الغليظة التي تُسمى القولون، ولا يوجد أي شيء في فحص القولون أو في التحاليل الطبية؛ إذ أنه ليس مرضاً عضوياً بل مرضاً وظيفياً، وينتج عن هذا الاضطراب آلام في البطن مصاحبة بزيادة في الغازات ونفخة في البطن مع صعوبة في التبرز أحياناً، أو مع وجود إسهال أحياناً أخرى كما هو الحال عندك.
من أهم أعراضه:
1- آلام البطن، التي تكون في معظم الوقت في أسفل البطن، ولكن يمكن أن تكون موجودة أيضاً عند بعض المرضى في أي موضع من البطن.
2- وجود انتفاخ وتطبل في البطن، وذلك بعد الطعام.
3- وجود اضطراب في عملية التبرز (إمساك أو إسهال) فأحياناً يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحياناً يكون البراز سائلاً يُشبه الإسهال، وقد تتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال من وقتٍ لآخر، مع وجود عدم ارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من البطن.
4-خروج مخاط أبيض مع البراز.
5- الشعور في معظم الأحيان بالراحة بعد التبرز وخروج الغازات من البطن، وهناك أيضاً عدة أعراض أخرى قد تصاحب أعراض تشنج القولون مثل:
- آلام في البطن أثناء التبول والشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
وهذه الأعراض قد لا تكون موجودة كلها عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى بعضهم معظم هذه الأعراض، فلكل مريض نمط معين من الأعراض تختلف من حيث الشدة والتكرر عن المرضى الآخرين.
ويتم تشخيصه بعد استبعاد أمراض أخرى في الجهاز الهضمي؛ حيث يتم نفي وجود أي التهابات أو أمراض في الأعضاء الموجودة في البطن، مثل وجود التهابات أو تقرحات في المعدة أو الاثنا عشر، أو جود حصيات في المرارة أو الكلية أو غيرها من الأمراض الأخرى.
ويتضمن التشخيص إجراء بعض الفحوص المخبرية الدموية أو الشعاعية، وتحليل وفحص البراز وتنظير المستقيم أو القولون، وأحسب أن كل هذه قد تم عملها عندك ولكنك لم تذكري إن كان قد اجري لك تحاليل دم أو تحليل براز.
وهناك عدة أعراض لا يسببها القولون العصبي، وعند وجودها يجب على المريض مراجعة الطبيب لمعرفة أسبابها وعلاجها، مثل وجود دم مع البراز، ارتفاع في الحرارة، نقص في الوزن، وجود آلام في البطن أثناء الليل أو وجود إسهال شديد.
وقد تزداد الأعراض عند تناول بعض الأطعمة، وخاصةً الحليب؛ حيث أن هناك نسبة لا بأس بها في البلدان العربية عندهم نقص في الخميرة التي تستقلب الحليب، لذا تزداد عندهم الأعراض نتيجة تناولهم للحليب، لذا يجب الامتناع عنه إلا أنه يمكن تناول الزبادي.
وأرى أن تراجعي طبيب الجهاز الهضمي الذي هو أفضل من يستطيع الحكم إن كانت كل هذه الأعراض نتيجة القولون العصبي؛ وذلك لأن الفحص الطبي مهم، خاصة إن كان الألم الليلي يتكرر في أوقات لم تشربي فيها الحليب؛ لأن عدم تحمل الحليب يسبب ألماً وانتفاخاً حتى في الليل، إلا أن القولون العصبي لا يسبب ألماً في الليل.
ولقد أثبتت التجارب أن مرض تشنج القولون العصبي ليس له علاقة بالتهابات أو سرطانات القولون، ويجب على المرضى الذين يُعانون من هذا المرض محاولة التعايش معه والاستمرار في ممارسة حياتهم وعملهم بالشكل الطبيعي.
شفاك الله وعافاك.
وبالله التوفيق.