علاج الألزهايمر وكيفية التعامل مع المريض
2007-06-25 07:43:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالي عن مرض الزهايمر وكيفيه التعامل مع المريض، وذلك بسبب والدتي التي تبلغ من العمر 80 عاماً، وقد أصابها هذا المرض قبل ثلاثة أعوام وأصبحت أشعر بأن هذا المرض بدأ يزداد عندها أكثر من قبل، وهي لا تذكر شيئاً، خاصة الذي يحصل في وقت قريب، وأحياناً لا تعرف أخي، وتظن أننا إخوانها وأخي زوجها، ولا أحد يتركها وحدها، بل نقوم برعايتها بالتناوب لأنها بحاجة لذلك، وهو واجب علينا، علماً أني أتألم كثيراً عليها.
فأرجو إعلامنا بكيفية التعامل معها، وهل تصحيحها بالخطأ يضر بها أكثر، مثلاً عندما تقول أريد أن أذهب إلى بيتي فأقول لها هذا بيتك يا أمي ولا يوجد غير هذا البيت، فهل يوجد غلط في ذلك؟!
وماذا نفعل معها خاصة إذا كان المرض يزداد عندها، وهل من الممكن أن لا يزداد؟ وكيف ذلك؟!
مع الشكر الجزيل لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن متلازمة الزهايمر، وهي السبب الرئيس لضعف الذاكرة والخرف لدى كبار السن، خاصة لدى النساء؛ من الحالات التي تتطلب الكثير من الصبر في التعامل معها، وأقول لك: جزاك الله خيراً، وأبشري فإن اهتمامك بوالدتك ورعايتك لها يفتح لك باباً من أبواب الجنة.
وأما عن كيفية التعامل مع هذه العلة فعليك باتباع ما يلي:
أولاً: من أهم الأشياء هي أن نبحث عن سلامة المريض؛ فهؤلاء المرضى يميلون للتجول والمشي في أي مكان، ثم يفتقد هذا المريض طريقه، ومن هنا لابد من أن يكون هناك حذر كامل ورعاية بالغة من أجل أن لا يضل المريض مكانه، وكثيراً ما أنصح الناس بإغلاق الأبواب الخارجية.
وأيضاً: من متعلقات السلامة أن هؤلاء المرضى لديهم قابلية للسقوط أرضاً خاصة عند دخول الحمام، وهذا ربما يؤدي إلى كسر في عظمة الحوض نسبة لهشاشة العظام في هذا العمر، فأرجو أيضاً الحذر، وأخذ الرعاية والاحتياط الواجب والرعاية الكاملة في هذا السياق.
وبالنسبة لما يبدر منهم من أفكار غريبة وغير مرتبطة بالواقع، فليس من الضروري أن نقوم بأي نقاش منطقي معهم، والأمر الأفضل هو أن تتجاهلي ما تقوله والدتك بقدر المستطاع، نعم قومي بالرد عليها ولكن في حيز ضيق جدّاً، ويمكنك أن تغيري الموضوع إلى مواضيع أخرى، وما تقولين لها أن هذا بيتك فهذا في رأيي صحيح ولا خطأ فيه، ولا إثم عليك في ذلك.
وهناك نوع من العلاج المهم جدّاً، وهو الذي يعرف بالارتباط بالواقع والحقيقة، وهو أن يكون من الأفضل أن لا نسأل المريض أبداً عن اسمه أو مكانه، أو إذا كان يعرف الأشخاص الآخرين أم لا، إنما نعطيه هذه المعلومات المبسطة، فعلى سبيل المثال قولي لها: يا والدتي، هذا يوم كذا، وهذا هو الإفطار، وهذا وقت طعام الغداء، وهذا فلان، وهذا فلان ... في حدود مبسطة جدّاً؛ لأنه وجد أن إخطارهم بهذه المعلومات ربما يساعدهم كثيراً في ألا تتدهور لديهم الذاكرة أكثر، كما أن ذلك يؤدي إلى تقليل القلق والتوتر لديهم؛ حيث أن الواحد منهم حين يبحث عن معلومة يصاب بقلق وتوتر شديد.
وأيضاً: فإن الساعة البيولوجية عند هؤلاء المرضى ربما تكون معكوسة تماماً، خاصة فيما يتطلب النوم، وحتى لا يكون هذا عبئاً على بقية أفراد الأسرة حاولي بقدر المستطاع أن يكون نوم الوالدة ليلاً، وأن تُنهي بقدر المستطاع النوم النهاري.
ولا شك أن علة أو متلازمة الزهايمر هي من العلل التي تتطور وتكون حالة المريض أسوأ، فلابد أن أكون أميناً وصريحاً وصادقاً معك؛ فالإنسان قد يعيش مدة عشرين عاماً مع هذه العلة، وهي تتفاوت من إنسان إلى إنسان آخر.
هناك أدوية طيبة جدّاً لعلاج اضطرابات المسلك، خاصة أن بعض هؤلاء المرضى قد يكون عصبيّاً أو متوتراً أو يُكثر من الكلام، هنا جرعة صغيرة من العقار الذي يعرف باسم (هلوبريدول) نصف مليجرام يوميّاً، أو نصف مليجرام صباحاً ومساء – حسب الحالة – يؤدي هذا الدواء إلى تهدئة هؤلاء المرضى بدرجة كبيرة.
وهناك أدوية كثيرة ذكر أنها تحسن الذاكرة ولكن هناك الكثير من اللغط حولها، ومن هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم (آرسبت Arcipet)، وهناك عقار آخر يعرف باسم (ريمانيل Reminyl)، وهناك عقار ثالث يعرف باسم (إبكسيا Ebixia)، هذه الأدوية يقال أنها تحسن من الذاكرة، ويقال إنها تساعد في تحسين المسلك، ولكن بصدق وأمانة مفعولها قليل جدّاً، والعائد منها قليل جدّاً، وهي مكلفة جدّاً في أسعارها.
وعموماً ذكرتها فقط من قبيل الاطلاع والمعرفة، ولكن لا أقول لك إنه من الضروري واللازم أن تحصلي عليها، فكما ذكرت لك فنتائجها غير مضمونة.
أسأل الله تعالى لوالدتك الشفاء، وأنت إن شاء الله مأجورة مع صبرك برعايتها، وعليك بالاجتهاد، وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.